لا يكاد يمر أسبوع من دون إعلان الأجهزة الأمنية السعودية إيقاف سعوديين وأجانب انتحلوا صفة رجال أمن ونفذوا جرائم سطو وسرقة ونصب واحتيال وابتزاز، الضحايا بطبيعة الحال مواطنين بينهم فتيات ووافدون، ، أما المنتحلين فهم غالباً عاطلون عن العمل، لم يردعهم تصنيف أفعالهم من الجرائم الكبرى، الموجبة للتوقيف، أو عقوبات السجن والغرامة التي يوقعها القضاة عليهم.
وحذرت وزارة الداخلية في شكل متكرر من التعامل مع أي شخص يدعي صفة رجل أمن (سواء في زي رسمي أم مدني)، إلا بعد إبراز بطاقة رسمية لجهة عمله، لأن النظام «يكفل حق المواطن والمقيم في التعرف على هوية رجل الأمن في زيه المدني» بحسب تأكيد الوزارة.
وأعلن حساب الأمن العام التابع لوزارة الداخلية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، منذ بداية العام 2017 وحتى أول من أمس (الثلثاء)، إيقاف منتحلين في أربع عمليات منفصلة، بهدف النصب والاحتيال، في حين أنه أوقفت شرطة الرياض آخر في عملية أخرى.
وأعلنت شرطة مكة المكرمة الأسبوع الماضي «القبض على أربعة أشخاص من جنسيات مختلفة، قاموا بانتحال صفة رجال الأمن وسرقة مواقع سكنية، وفي حوزتهم سلاح ناري مسدس».
وأعلنت الشرطة ذاتها في 16 شباط (فبراير) الماضي، «ضبط مواطن في العقد الرابع متهم بانتحال صفة رجل أمن وسلب المارة والاعتداء عليهم»، وفي السادس من الشهر ذاته، أعلنت أيضاً عن «القبض على شابين سعوديين لإقدامهما على سلب عمال وافدين وانتحال صفة رجال الأمن». أما في المنطقة الشرقية فأعلنت شرطتها في 7 نيسان (أبريل) الجاري، عن «القبض على مواطن في العقد الثالث، متلبساً أثناء قيامه بسلب عمال في محافظة الأحساء، منتحلاً شخصية رجل الأمن». وأوقفت شرطة الرياض في كانون الثاني (يناير) الماضي 10 سوريين انتحلوا صفة رجال أمن، وارتكبوا جرائم سلب وسرقة سيارات وممتلكات، إضافة إلى دخول مواقع سكنية يقيم فيها عمال وسرقة مبالغ وهواتف وأسلاك كهربائية وسيارة، ومن بين المسروقات أيضاً ذهب، ومواد بناء، ومولدات ومعدات كهربائية.
وضبطت شرطة محافظة جدة في العام 2015، عصابة مكونة من ثمانية أشخاص (ستة سعوديين وأفريقيين)، أدعوا أنهم رجال أمن وسلبوا 5 ملايين ريال من مندوبي شركات أهلية، وضبطت في العام ذاته عصابة أخرى مكونة من 10 أشخاص (سعوديان وخمسة عرب وثلاثة آسيويين)، استدرجوا ضحاياهم وسرقوا ما في حوزتهم بصفتهم «رجال أمن».
وفي العام ذاته، أطاحت إدارة التحريات والبحث الجنائي في شرطة منطقة القصيم بمواطن ثلاثيني متهم بارتكابه قضايا نصب واحتيال وسلب عمال وافدين، وذلك بعد انتحاله صفة «رجل أمن»، وأوضح المتحدث الإعلامي في شرطة القصيم الرائد بدر السحيباني حينها أن المتهم ارتكب 31 جريمة استهدف خلالها عمالاً وافدين، واستولى على أموال، وزاد إجمالي المبالغ التي حصل عليها بالاحتيال على 100 ألف ريال. وضبطت شرطة بريدة في القصيم أيضاً أربعينياً عاطلاً، ارتكب 17 قضية «انتحال» واستهدف عمالاً أجانب، ووقعت الجرائم في حي شعبي يسكنه هؤلاء العمال، وكثرت البلاغات الواردة منه، وجاء القبض على المجرم متلبساً بعد ملاحقة طويلة.
وقضت الدائرة الجزائية في المحكمة الإدارية في الدمام في أيلول (سبتمبر) من العام 2014، بالسجن عامين وغرامة 5 آلاف لسائق حافلة انتحل صفة «رجال الضبط الجنائي»، لابتزاز فتيات ومطالبتهن بمبالغ مالية، بعد الحصول على صورهن، بحجة أنه من «رجال الضبط الجنائي، ويرغب في مساعدتهن والستر عليهن» بحسب زعمه. وأطاحت شرطة جدة في العام ذاته، بعصابة سلب مكونة من ثلاثة أشخاص (عرب)، اعتادوا انتحال صفة عاملين في المديرية العامة للجوازات، وارتداء بدل عسكرية وحمل أسلحة مزيفة وأصفاد بلاستيك لتقييد ضحاياهم وسلب محالهم، ما مكنهم من سلب 500 ألف ريال، وذلك بابتداع نقاط تفتيش في الأوقات «الميتة» في الشوارع الفرعية، وإيهام المارة أنهم رجال أمن. وشهدت المحكمة الإدارية في جدة في أيار (مايو) من العام 2013، مثول شاب (27 عاماً) بتهمة انتحال صفة «رجل أمن» في المديرية العامة للجوازات، وتنفيذ عمليات سطو وسلب ضد مقيمين من جنسيات عدة، والاستيلاء على أموالهم.
السجن والغرامة للمدانين والعقوبة تتضاعف في حال الإرهاب
يعاقب النظام من انتحل صفة رجل السلطة العامة (كل من يخوله النظام سلطة تنفيذ الأوامر والتعليمات وضبط المخالفات التي تقع في دائرة اختصاصه)، بالسجن مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، أو بغرامة لا تزيد على 50 ألف ريال أو بهما معاً.
وإذا كان ارتكاب الجريمة مصحوباً بالإرهاب أو الاستغلال، أو كان من انتحلت صفته من رجال المباحث أو الاستخبارات أو أحد العسكريين أو من في حكمهم، فيعاقب الفاعل بالسجن مدة لا تتجاوز عشر سنوات، أو بغرامة لا تزيد على 150 ألفاً أو بهما معاً. وصنف الانتحال من الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف بقرار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.
وكالات-