كشــــفت هيئة المســــاحة الجيولوجية أنها رصدت ثماني هزات أرضية خلال الشهريين الماضيين، غالبيتها وقعت في أملج، بواقع خمس هزات. وتصنف السعودية من المناطق المستقرة نسبياً لناحية النشاط الزلزالي مقارنة بدول أخرى، لكن بعض المناطق شهدت هزات وزلازل وحتى براكين. ورصدت الهيئة أول من أمس (الأحد)، هزة أرضية بقوة ثلاث درجات على مقياس ريختر في البحر الأحمر على بعد 160 كيلومتراً غرب الشقيق (منطقة جازان). ووقعت الهزة على عمق 11.9 كيلومتر. ورصدت هزة أخرى على بعد 170 كيلومتراً غرب الشقيق أيضاً بقوة 3.1 درجة على مقياس ريختر، ووقعت على عمق 12.9 كيلومتر.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، رصدت هزة أرضية على بعد 85 كيلومتراً شمال غربي أملج (منطقة تبوك) بجوار قرية حنبق، بقوة 3.6 درجات على مقياس ريختر ووقعت الهزة على عمق ستة كيلومترات. فيما سجلت أجهزة الرصد الزلزالي التابعة للهيئة في آذار (مارس) الماضي هزة أرضية في خليج العقبة على بعد 26 كيلومتراً عن حقل، بلغت قوتها 3.2 على مقياس ريختر. وأعلنت الهيئة في الشهر ذاته، أن المركز الوطني للزلازل والبراكين رصد ثلاث هزات أرضية على بعد 84 كيلومتراً شمال أملج، بدرجات 3.7 و3.3 و3.0 بمقياس ريختر. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) حينها عن الناطق باسم الهيئة طارق أبا الخيل أن «الهزات حدثت على صدع أخدودي عادي، إذ يعد هذا النشاط صغيراً نسبياً»، ورصدت أجهزة الرصد قبلها بيومين هزة أرضية على بعد 85 كيلومتراً من أملج بلغت قوتها 3.2 على مقياس ريختر.
وقدرت مصادر تاريخية أن المملكة شهدت عبر الألف سنة الماضية، حدوث زلازل شعر بها الأهالي في حدود المملكة، وعرفت أماكن وقوعها في شكل تقريبي جداً. وأشارت الإحصاءات الحالية إلى أن السجلات التاريخية حول الأنشطة الزلزالية غير مكتملة إلى حدٍ كبير، حتى بالنسبة للزلازل التي بلغت قوتها ست درجات أو أكثر من ذلك.
وقالت هيئة المساحة إنها رصدت في العام 2011، حوالى تسعة آلاف هزة أرضية داخل المملكة وعلى حدودها التكتونية، راوحت قوى هذه الهزات بين أقل من درجة و 4.4 درجة على مقياس ريختر.
ووقع زلزال متوسط في العام 2009، بلغت قوته 5.4 درجة في حرة الشاقة (لونيير) إلى الشمال من مدينة ينبع، مرتبط بنشاط الجسم الصهاري في أعماق القشرة الأرضية الضحلة. ولم تقع سوى أضرار طفيفة في الممتلكات.
ويتركز النشاط الزلزالي في منطقة حرة الشاقة شمال شرقي ينبع، والتي يصفها الجيولوجيون بأنها «حقل من الطفوح البركانية البازلتية»، إذ رصدت الهيئة حشوداً من الهزات في العام 2007، بلغت حوالى 30 ألف هزة.
لكن أشهر زلزال في تاريخ البلاد حدث قبالة بلدة حقل (منطقة تبوك)، حين ضربت المنطقة هزة أرضية في تشرين الثاني (نوفمبر) 1995 قُدرت قوتها بـ7.2 على مقياس ريختر، تبعتها هزات ارتدادية عدة تأثرت بها تبوك ومركز البدع وأدّت إلى أضرارٍ وقتها. وذكرت مصادر محلية حينها أن شخصين قُتلا نتيجتها. وقدّر مختصّون عدد الهزات الارتدادية بحوالى ثلاثة آلاف هزة، منها 90 محسوسة فقط، واستمرت ثلاثة أشهر. ويرصد المركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين، هزات غير مؤثرة يومياً، عبر أكثر من 220 محطة رصد زلزالي في أنحاء المملكة، داعياً إلى رفع الوعي والاهتمام بكيفية التعامل والتصرف الصحيح أثناء حدوث الزلازل من خلال اتباع الإرشادات التعريفية المهمة على موقع هيئة المساحة الجيولوجية.
وكالات-