سياسة وأمن » حوادث

تتابع حرائق السعودية والإمارات يثير القلق.. وهذه قصتها

في 2017/08/23

الخليج أونلاين-

إحصائيات مخيفة تصدرها الإدارة العامة للدفاع المدني السعودي سنوياً، تكشف ارتفاع نسبة حوادث الحريق، وتنوع واختلاف الجهات التي تتعرض لهذا الخطر الداهم الذي يؤدي لخسائر تقدر بالمليارات سنوياً، والتي تنسحب أيضاً إلى دولة الإمارات مسجلة عدداً من أضخم الحرائق بالمنطقة.

وتأتي تلك الحرائق التي قد تهدد أعلى ناطحات السحاب في البلدين، في وقت يشهد فيه البلدان الخليجيان حركة عمران مستمرة، تشمل بناء أبراج جديدة شاهقة، لكن الحديث عن ثغرات في الأبنية الحديثة أثار قلقاً من مستقبل "أشد لهيباً".

- السعودية.. إحصائيات لافتة

آخر فصول تلك الحرائق كانت تلك التي ضربت، فجر الأربعاء 16 أغسطس، عدداً من المباني بالمنطقة التاريخية في جدة (غربي المملكة)، والتي أسفرت عن انهيار 3 مبانٍ بشكل كلي.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني، في بيان لها، إن قواتها بجدة "أخمدت الحريق الذي اندلع في 6 بنايات؛ انهار 3 منها بشكل كلي"، وبيَّنت أنه "تم إجلاء 60 شخصاً ولم تسجل إصابات".

وجدة التاريخية، تُعرف محلياً باسم "جدة البلد"، تقع وسط المدينة، وتضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل سور جدة وحاراتها التاريخية.

كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية، وأدرجت في 21 يونيو 2014 ضمن مواقع التراث العالمي.

لكن التحقيقات لم تكشف بعد الأسباب الكامنة وراء الحريق الذي شوه أقدم الأحياء الأثرية في السعودية، إلا أن صحيفة "عكاظ" المحلية رجحت أن يكون السبب هو "ماسٌ كهربائي".

في حين أرجع ابن مدينة جدة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الحريق إلى "إهمال المسؤولين في معالجة أسبابه"، مبيناً في تغريدة له على "تويتر": "نتباكى على جدة التاريخية وهي تحترق الآن، والمسؤول أول من يعلم أن حريق هائل كهذا سيحصل لا محالة بعدما أضحت ثروة حضارية مستودعات وسكن عمال".

وبعد بدء توافد آلاف الحجاج إلى السعودية، أخلت السلطات، الاثنين (21 أغسطس)، فندقاً في مكة المكرمة، إثر اندلاع حريق فيه.

وأوضح المتحدث الرسمي للإدارة العامة للدفاع المدني، الرائد نايف الشريف، في تصريحات صحفية، أن "فرق الدفاع المدني سيطرت على حريق اندلع في فندق سكني بحي العزيزية بمكة"، لافتاً إلى أن الحادث نتج عن "اشتعال النار في وحدة تكييف خارجية تقع بالدور الثامن من مبنى الفندق، والذي يسكنه 600 حاج من الجنسيتين التركية واليمنية".

وقدرت إحصائية للدفاع المدني عدد الحرائق التي شهدتها محافظات المملكة ومدنها خلال العام الماضي، بـ49124 حريقاً، يتجاوز متوسط معدلها اليومي 134 حريقاً.

وبحسب تقارير إحصائية صادرة عن إدارة الإحصاء بالمديرية العامة للدفاع المدني، نتج عن حرائق العام الماضي 1855 حالة وفاة وإصابة؛ بواقع 172 وفاة، و1683 إصابة، وتجاوزت الخسائر المادية الناجمة عنها مليار ريال.

وأظهرت التقارير بحسب ما أشارت صحيفة "الوطن" المحلية، في 17 أغسطس، تصدر الحرائق السكنية القائمة من حيث عدد الحرائق بـ15648 حريقاً، تليها حرائق النفايات والمخلفات بـ10445 حريقاً.

كما جاءت الحرائق السكنية في صدارة أكثر الحرائق التي نتج عنها وفيات وإصابات وخسائر مادية، بـ115 حالة وفاة؛ من بينها 788 من الذكور، و506 من الإناث، وتجاوزت الخسائر المادية الناجمة عنها 39 مليون ريال.

وفي تقرير يعود إلى العام 2013، كشف الدفاع المدني السعودي أن أسباب نشوب الحرائق تنقسم إلى أسباب بشرية وطبيعية.

فالأسباب البشرية بحسب التقرير، تعود إلى الجهل كسوء استعمال النار، واللامبالاة والإهمال كإلقاء عود الثقاب المشتعل أو عقب السيجارة على جسم قابل للاشتعال، أو السهو كنسيان فرن الغاز وما عليه مشتعلاً.

أما الأسباب الطبيعية بحسب التقرير، فأبرزها ارتفاع حرارة الطقس صيفاً، بالإضافة إلى حدوث الصواعق شتاءً.

-الإمارات ليست أفضل

وفي الإمارات، وعلى الرغم من قطعها شوطاً طويلاً من التطور في العمران والتكنولوجيا، تنشب الحرائق بين فترة وأخرى، لا سيما في المباني الشاهقة.

أحدث تلك الحرائق وقعت الجمعة 4 أغسطس الجاري، إذ شهدت الإمارات ثلاثة حرائق.

الحريق الأول اندلع في أحد الأبراج السكنية بمنطقة المارينا في إمارة دبي، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من الأدوار العليا في برج "The Torch" (الشعلة).

وقال مصدر في شرطة دبي إنه تمت السيطرة على حريق شبّ في بناية الشعلة، وذلك بعد ورود بلاغ بوجود ألسنة لهب في الطابق التاسع وامتد إلى الأعلى، وتم انتقال فرق الإطفاء والإنقاذ من شرطة ودفاع مدني بدبي، وإخلاء البرج من قاطنيه وتطويق المنطقة.

من جهة أخرى، وفي اليوم نفسه، تمكّنت فرق الاقتحام وفرق الدفاع المدني بالشارقة من السيطرة على حريق نشب في أحد الأبراج السكنية قيد الإنشاء، بمنطقة النهدة في الشارقة، مكون من 17 طابقاً.

وقال العقيد سامي النقبي، مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة، إنه ورد بلاغ إلى غرفة العمليات بإدارة الدفاع المدني، عند الحادية عشرة والنصف مساء، يفيد باندلاع حريق في أحد الأبراج قيد الإنشاء بمنطقة النهدة، وتم على الفور تحريك فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث، الذي تبيّن أن شرارته انطلقت من سطح المبنى إلى الأدوار السفلى، ما أدى إلى تساقط الأخشاب.

الحريق الثالث شهدته إمارة أبوظبي، حيث أخمدت فرق الدفاع المدني الحريق الذي شب في أحد مباني شركة أبوظبي للإعلام.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، استطاع أفراد الدفاع المدني السيطرة على النيران التي شبت في الجزء الأيمن بأحد المباني الواقعة داخل أسوار مباني التلفزون.

كما شب حريق ضخم يوم 20 أغسطس 2017، في مبنى قيد الإنشاء بمنطقة "جميرا1" في دبي، وأغلقت حركة السير باتجاه الحادث لانتقال مركبات الدفاع المدني، في حين لم يسفر الحادث الخامس من نوعه بالدولة خلال أقل من شهر، عن أي إصابات بشرية.

حوادث الحرائق في دولة الإمارات بعضها يترسخ في الذاكرة؛ لعل أبرزها الحريق الكبير الذي التهم فندقاً فخماً قبل ساعات فقط من انطلاق احتفالات ليلة رأس السنة 2016.

وكان الحريق اندلع في فندق "العنوان" المكون من 63 طابقاً، قبل ساعات فقط من موعد انطلاق الاحتفالات بعرض للألعاب النارية في مبنى برج خليفة، القريب من فندق العنوان.

وتزامن الحريق مع تجمع آلاف المقيمين والسياح في مكان قريب لمشاهدة عرض الألعاب النارية، وجرى إخلاء الفندق، ولم يصب إلا 16 شخصاً بإصابات خفيفة.

الإمارات التي اشتهرت ببناء الأبراج الشاهقة، نقلت وسائل إعلامية عن خبراء قولهم إن الكثير من هذه الأبراج مكسوة بمادة شديدة الاشتعال، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً لساكنيها.

ونقلت "بي بي سي" في وقت سابق، عن توم بوهلين، الخبير لدى مركز الشرق الأوسط للتنمية المستدامة، قوله: "تبدو واجهات الأبنية حسنة الهيئة، وتعمر طويلاً، لكنها تواجه مشكلة واحدة؛ ألا وهي سرعة الاحتراق".

وأشار بوهلين، كبير الخبراء الفنيين بالمركز، إلى أن الإمارات أجازت قانوناً يحظر استخدام الواجهات القابلة للاشتعال، لكنه قانون يطبق فقط على البنايات الجديدة، في إشارة منه إلى أن البنايات القديمة وعددها كبير جداً قد تتعرض لحريق في أي وقت، وقد تتسبب بكوارث كبيرة، بالإضافة إلى كونها مهددة لحياة سكانها.