سياسة وأمن » حوادث

كيف يقتل ولد والدته؟!!

في 2017/10/18

محمد العصيمي- اليوم السعودية-

لست في مكان الشرطي ولا القاضي ولا الطبيب النفسي، لكنني مثل كل مواطن تؤلمه وتفجعه هذه الأخبار عن قتل ولد والدته أو والده؛ كما فعل مجرم أو مريض رفحاء مؤخراً. نحن مجتمع يقدس ويقبل التراب الذي تمشي عليه أمهاتنا، فكيف وصلنا إلى هذه الحال؟ حتى لو كانت هذه الحوادث فردية وحتى لو كانت وحيدة مع أنها ليست كذلك. نذر الخطر من قتل الأولاد آباءهم وأمهاتهم بدأت منذ سنوات لاعتلالات فكرية ونفسية، لكن لا يبدو أن الأمر أخذ على محمل الجد ليخضع للدراسة والفحص والتشخيص الدقيق جداً.

مرضى من هذا النوع كيف يُتركون طليقين في الشوارع وداخل البيوت لنصحو معهم، في كل حادثة، على فواجع تدمي القلوب وترعب الناس؟! من مثلاً عالج مريض رفحاء ثم تركه حراً طليقاً قبل أن يتأكد مائة بالمائة من سلامة عقله وسوية نفسه؟! لست أعلم من المسؤول المباشر عن هذا الارتخاء وهذا الاستهتار لكنني أعلم علم اليقين أننا بصدد متغيرات اجتماعية ونفسية تتطلب أن نكون أكثر انتباهاً ووعياً لما يتهدد سلامة المجتمع وسلامة الأسرة من داخلها.

لا يصح، بأي حال من الأحوال، أن نبسط هذه الجرائم ونعزوها إلى ضعف الوازع الديني فقط، الدين يهذب النفس ويحثها على الخير لكنه لا يضمن الانحراف النفسي لأي سبب من الأسباب العلمية، القديمة والحديثة في حياة الفرد. علينا أن نكون واقعيين أكثر في تعاملنا مع هذه الجرائم ومرتكبيها.

في تصوري، وأرجو أن نتشارك جميعاً التصورات والحلول، أن الحل هو في تشكيل لجنة علمية من الجهات المعنية لتقف على هذه الحالات وتفسر وتشخص بدقة انحرافاتها الغريبة والخطيرة، ثم تضع توصياتها لطرق التعامل معها على مستوى التنفيذ ودرء الخطر. وأرجو ألا نتهاون أو نتأخر في ذلك.