جمال خاشقجي- واشنطن بوست-
قال الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، إن على محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، أن يقلق من الاحتجاجات الجارية في إيران والتي دخلت أسبوعها الثاني.
وأوضح خاشقجي، في مقال له نشر في صحيفة "واشنطن بوست"، أنه "في الوقت الذي تدعم فيه وسائل إعلام سعودية الهبة الشعبية الإيرانية، فإن النظام في السعودية يحرم على الشعب حتى انتقاد قرار رفع الدعم عن المحروقات، ومن ثم فإنه من غير المستبعد أن يسعى السعوديون للحصول على حريتهم أسوة بالإيرانيين".
وأضاف أن هذا "الاهتمام من قبل وسائل الإعلام السعودية بما يجري في إيران من احتجاجات شعبية عارمة تشعر أن السعودية تساند حليفاً جديداً لها وهو الشعب الإيراني، في حين أن الإيرانيين لن يتأثروا بهستريا الإعلام السعودي".
ويتابع: "الإيرانيون لا يتكلمون العربية، فلغتهم فارسية، ومن ثم فإن تأثرهم بالخطاب الإعلامي السعودي سيكون معدوماً، وعلى هذا فإن هذا الإعلام المساند لثورة الإيرانيين ربما يكون موجهاً للثلاثين مليوناً الموجودين في الداخل السعودي، بعد أن أصبحت المواجهة مع إيران قضية شعبية في السعودية وخاصة في السنوات الأخيرة".
ولفت الكاتب السعودي إلى "أن المملكة ومن على أعلى رأس الهرم، دقت ناقوس الخطر تجاه التوسع الإيراني في المنطقة، وهو فعلاً خطر في ظل التمدد الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهو أمر ناجم عن السياسات الفاشلة"، موضحاً أنه مع "مجيء محمد بن سلمان زادت حدة الخطاب تجاه إيران، ففي العام 2016 حضرت لقاء مع محمد بن سلمان ومعي عدد من الكتاب تناول فيه الخطر الإيراني، وأوضح أن خطر الهلال الشيعي يمكن أن يمتد إلى السودان وباكستان وجيبوتي".
خاشقجي رأى أنه من المبكر الحكم إلى أين ستسير الأحداث في إيران، إلا أنه أشار إلى أن "نجاح المتشددين في قمع الاحتجاجات سيؤدي إلى مواصلة إيران لسياستها التوسعية، بمعنى آخر تصعيد المواجهة مع السعودية".
الإعلام السعودي الذي يغطي بكثافة الاحتجاجات في إيران- يقول خاشقجي- "قابله صمت حكومي رسمي حيال ما يجري هناك، والواقع أن العديد من السعوديين يشعرون بالتناقض بين هذا الخطاب الإعلامي الذي يبشر بالثورة في إيران، وبين واقع حالهم؛ حيث يحظر عليهم الاحتجاج أو نقد قرار رفع الدعم عن المحروقات أو زيادة ضريبة المبيعات".
واستشهد الكاتب بالإعلامي صالح الشيحي، صاحب العمود الصحفي البارز، الذي "اعتقل لأنه ظهر على شاشة التلفاز، وحاول أن يدافع عن حق الشعب".
ويختم خاشقجي مقاله بالقول: "إنه لمن المفارقات أن هذه الاحتجاجات في إيران قد تتزامن مع الذكرى السابعة لثورة 25 يناير المصرية التي غيرت وجه العالم العربي، ولعل العرب والسعوديين يجرؤون على القول إنهم أيضاً يريدون بعض هذه الحرية الإيرانية".