محمد الثبيتي- المدينة السعودية-
أن تتأمر ضد وطنك الذي هو كرامتك فهذا يعني أنك خرجت من دائرة المألوف!! وأن تتعاون مع أعداء وطنك فهذا يعني أنك ضربت عرض الحائط بكل ما له عليك من فضل سابق ونكران لما هو آت!!، أن تكون أداة ساذجة تُحرِّكها التحويلات المادية لتنفيذ أجندة تعي تماماً أنها تستهدف وطنك فلعمري أنها قمة دناءة النفس!! فهل يُعقل أن يُباع الوطن بثمن بخس دراهم معدودات؟!.
لقد كشف جهاز أمن الدولة عن بعض من المستوطنين جسداً، الخائنين للوطن روحاً؛ في واحدة من أبشع صور الخيانة العُظمى التي شهدها وطننا القوي برجاله المُخلصين الذين لن تؤثر فيهم سلوكيات البعض الشاذة ولن تزيدهم سوى الإصرار على تقديم الغالي والنفيس في سبيل رفعته وتقدمه والمحافظة على مُكتسباته، وما أبطال الحد الجنوبي المرابطون على مدار الساعة سوى الوجه الحقيقي لأبناء الوطن الذين آثروا حماية ذماره على المساس بحدوده، ناهيكم عن التجرؤ على خيانته. ولكن هذا الفعل المُشين يجب ألاّ يمرُّ مرار الكرام على الأجهزة الأمنية اليقظة دائماً؛ إذ يجب أن تُحال هذه القضايا إلى متخصصين لدراسة دوافعها والكشف عن مُسبباتها وتقديم الحلول الجذرية لاجتثاث هذا الداء العُضال من مهده بالتوازي مع أخذ العدالة مجراها الطبيعي لمحاكمتهم وتطبيق أقصى العقوبة المنصوص عليها تجاههم؛ لأن ما اقترفوه لا يتسق عقلاً مع عمرهم ووعيهم بأي حال من الأحوال؛ مما يعني أن ذريعة «التغرير» التي نُحمّلها ارتكاب بعض السلوكيات منتفية في هذه الخليّة التجسسية.
المُلفت في الأمر هذه المرة هو ارتفاع نسبة المرأة ضمن العمل التجسسي الذي بلغ 40% في الوقت الذي بدأت فيه المرأة السعودية بأخذ حقوقها التي كانت محجوبة ببعض الأسباب التي رأت القيادة السياسية مؤخراً بأنها زالت وأصبح من الضروري التمتع بها؛ الأمر الذي يجعلنا نتنبه إلى أن المُستخدمين لتجنيد العملاء على وعيٍ بما يدور في الداخل ولديهم قراءة فاحصة لدقائقه ويعرفون مَنْ يستخدمون؟ وَمَنْ يستهدفون؟ وكيف يُنفذون؟.