عبدالمنعم ابراهيم- أخبار الخليج البحرينية-
هل هو اختلاف في تفسير المفاهيم السياسية أم هو اختلاف في المصالح السياسية؟ ونعني به ذلك الاختلاف بين (الحلفاء) في عالم السياسة.. فمنذ يومين شدد نائب وزير الخارجية الأمريكي (جون سوليفان) أثناء زيارته للبحرين قائلا: «إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران منذ أغسطس الماضي والعقوبات اللاحقة التي ستركز على القطاع النفطي الإيراني بدءا من 4 نوفمبر المقبل تهدف إلى تغيير سلوك الحكومة الإيرانية وليس تغيير النظام، وننظر إلى إقناع حلفائنا وشركائنا بذلك».
طبعًا (واشنطن) تعلق آمالاً كبيرة على دور السعودية في تعويض أي نقص في السوق النفطية العالمية بعد إقناع الدول الأخرى بعدم استيراد النفط الإيراني كجزء من العقوبات الأمريكية على إيران.. والسعودية أبدت مسبقًا قدرتها على تعويض أي نقص في السوق العالمي إذا تطلب ذلك.. لكن كيف يمكن أن ينجح التدبير الأمريكي في معاقبة إيران بالتحالف مع أصدقائها في الخليج العربي، وهي (واشنطن) تنساق وكذلك بريطانيا إلى التفكير بمقاطعة (معرض استثماري نفطي) يُقام في السعودية، على خلفية الضجة الإعلامية المفبركة كذبًا ضد السعودية بقصة اختفاء خاشقجي؟!
هل هو اختلاف مفاهيم أم اختلاف مصالح؟! إذا كانت (واشنطن) أو بريطانيا أو فرنسا تريد معاقبة إيران على سلوكها العدواني ودورها المزعزع للأمن والاستقرار في (الشرق الأوسط) والعالم، ودورها في تمويل الإرهاب العالمي وتوفير ملاذات آمنة داخل إيران لقيادات إرهابية.. إذا كان هذا ما يريدونه فكيف يتسق ذلك مع ضلوعهم في حملة شرسة معادية للسعودية؟!
من يعرف الدبلوماسية السعودية يدرك أنها (دبلوماسية صبورة)، لكن حين يطفح الكيل من الأعداء أو الأصدقاء فإنها تتخذ قرارًا حازمًا لا رجعة فيه لتجعل الآخرين يفكرون مليًّا في تصرفاتهم تجاه (المملكة).. ومؤخرا قال مصدر مسؤول سعودي: «إننا سنرد على أي إجراء ضدنا بإجراء أكبر».. وهم في الغرب يعلمون جيدًا أن السعودية إذا اتخذت قرارًا بوقف تصدير النفط السعودي، وربما أيضًا النفط الإماراتي والكويتي والبحريني عن السوق العالمي شهرا واحدا فقط، فسوف تتدهور البورصات العالمية وتسقط الأسواق العالمية، وخصوصًا في الصناعة والزراعة، إلى مستويات سيئة جدا وخطيرة.
هذا ما تستطيع السعودية فعله إذا ركب الغرب رأسه وراح يتصرف بعدوانية تجاه المملكة.. وحينها ستكون مقاطعة النفط الإيراني ورقة تطير في مهب الريح.