سياسة وأمن » حوادث

صحيفة: "القتلة المارقون" لن يبعدوا تهمة قتل خاشقجي عن حكّام السعودية

في 2018/10/17

صحيفة "نيويورك تايمز"-

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن أحاديث الرئيس دونالد ترامب عن وجود "قتلة مارقين" نفذوا عملية قتل الكاتب جمال خاشقجي داخل مبنى القنصلية السعودية لا يمكنها أن تصمد أمام الوقائع الكثيرة والأدلة، مشيرة إلى أنه لا يمكن تنفيذ ذلك دون علم الحكام السعوديين.

واختفى السعودي خاشقجي بعد دخوله قنصليّة بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في الثاني من أكتوبر الجاري، ووُجّهت الاتهامات إلى السعودية بتنظيم عملية اغتياله، إلا أنها تنفي ذلك.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن السعودية تستعد لتقديم تفسير لعملية اختفاء ومقتل خاشقجي، وهي رواية تركز على أنه توفي أثناء استجواب خاطئ معه، بحسب ما قاله مصدر سعودي مقرب، وهو ما ألمح له ترامب عندما قال إن من نفذ العملية ربما يكونون "قتلة مارقين".

غير أن القصة الجديدة التي تسعى السعودية لتسويقها لا تستقيم مع خط سير التحقيقات والتسريبات التي ظهرت، حيث أكدت مصادر تركية أن متخصصاً في تشريح كان من بين 15 سعودياً دخلوا القنصلية أثناء وجود خاشقجي، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار عظام.

التفسير الجديد، مهما كانت حقيقته، يهدف إلى تخفيف الأزمة السياسية التي تتعرض لها السعودية باختفاء خاشقجي، كما أنها يمكن أن تبدد بعض الانتقادات الموجهة للإدارة الأمريكية التي رفضت التراجع عن بيع أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية.

وحتى أمس الاثنين كانت أمريكا تخطط لحضور ملتقى استثماري سعودي كبير سيعقد في الرياض الأسبوع المقبل.

"القتلة المارقون".. رواية مرفوضة

كما أن الرواية الجديدة، بحسب الصحيفة، يمكن أن تفيد تركيا التي تعاني اقتصادياً، إذ يمكن أن تمنع سحب أموال سعودية من تركيا.

لكن هذه النظرية "القتلة المارقون" لا تجد قبولاً لدى أصدقاء خاشقجي ورعاة حقوق الإنسان، وحتى بين أعضاء في الكونغرس الأمريكي، خاصة أن المسؤولين السعوديين أنكروا وفاته لمدة أسبوعين.

وكانت هناك تأكيدات من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن خاشقجي خرج بعد وقت قصير من دخوله القنصلية.

وكتب السيناتور كريستوفر ميرفي، الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، "سمعنا عن نظرية القتلة المارقين، إنها سخيفة ومن غير المألوف على الإطلاق أن تكون السعودية قادرة على تجنيد رئيس الولايات المتحدة ليعمل لديها كوكيل علاقات عامة".

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن مصدر مطلع على دراية بخطط الحكومة السعودية للخروج من المأزق، أنها تخطط من أجل الخروج برواية تتحدث عن قتل بالخطأ تعرض له خاشقجي، وأن من أمر بذلك هو مسؤول استخبارات سعودي وصديق لولي العهد أثناء الاستجواب، حيث كان يحاول إجبار خاشقجي على العودة للمملكة.

ابن الملك يفقد منصبه بأمريكا

السفير السعودي في واشنطن، خالد بن سلمان، غادر أمريكا الأسبوع الماضي عائداً إلى الرياض، ولن يعود بحسب مسؤول أمريكي سابق وآخر حالي، مؤكدين أنه سيتم استبداله.

في غضون ذلك ألغت السفارة السعودية بالعاصمة واشنطن حفل اليوم الوطني السعودي الذي كان مقرراً بالثامن عشر من هذا الشهر.

وتقول الصحيفة، إن قضية خاشقجي خيّمت على عالم واشنطن السياسي والدبلوماسي، في وقت قامت فيه العديد من شركات العلاقات العامة الأمريكية بإنهاء علاقاتها مع الرياض، ومن المتوقع أن تنضم شركات أخرى خلال الأيام المقبلة.

وتنقل الصحيفة عن مستشارين مقربين من بن سلمان أنه يشعر بالصدمة من الإدانات العالمية التي رافقت اختفاء خاشقجي.

وأكدت أن هناك شعوراً متزايداً في الدوائر الغربية بأن ولي العهد الذي أشعل الحرب باليمن وأوصلها إلى كارثة إنسانية وفرض حصاراً على قطر، واعتقل النخب السعودية والأثرياء للحصول على أموالهم، ولم يقدم تفسيراً مقبولاً لقضية خاشقجي، غير مؤهل لاعتلاء عرش السعودية.

ويقول سفير أمريكا السابق في اليمن، جيرالد فييرستين، إن كثيرين توصلوا إلى قناعة واستنتاج أن هذا الرجل لايمكن التعامل معه.