نيويورك تايمز-
يفكر حكام السعودية في إلقاء اللوم على مسؤول استخباراتي كبير قريب من ولي العهد "محمد بن سلمان"، في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، وفقا لثلاثة مصادر تحدثت لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتقترح الخطة السعودية تحميل المسؤولية للجنرال "أحمد عسيري"، وهو مستشار رفيع لولي العهد السعودي.
وقالت الصحيفة إن هذا التوجه سيمثل استجابة استثنائية من المملكة للضغوط الدولية التي تضرب البلاد منذ مقتل "خاشقجي".
ومن المتوقع أن يقول الحكام السعوديون إن "عسيري" حصل على تصريح شفهي من ولي العهد لاختطاف "خاشقجي" واستجوابه في المملكة العربية السعودية، ولكنه إما أساء فهم تعليماته أو تجاوز هذا التفويض وقام بقتله، وفقا لما قاله اثنان من الأشخاص المطلعين على المناقشات السعودية.
واعتبرت الصحيفة أنه يمكن لإلقاء اللوم على "عسيري" أن يقدم تفسيرا مقنعا لعملية القتل، وأن يصرف اللوم عن ولي العهد، الذي تتزايد قناعة وكالات الاستخبارات الأمريكية بأنه وراء اختفاء "خاشقجي".
ولكن حتى في هذا السيناريو، سيكون "بن سلمان" متهما بالأمر بإختطاف أحد المقيمين في الولايات المتحدة فوق أرض أجنبية بدون تهمة سوى توجيه انتقادات علنية للنظام السعودي، بحسب ما خلصت إليه "نيويورك تايمز".
وبالنظر إلى رتيبة "عسيري" المرتفعة، حيث يشغل اليوم نائب رئيس جهاز الاستخبارات، فإن اتهامه سينعكس أيضا على "بن سلمان"، ففي نهاية المطاف كان "بن سلمان" هو من وضع "عسيري" في موقعه الحالي، وهو قريب منه بما فيه الكفاية لدرجة أنه غالبا ما كان يحضر في لقاءات ولي العهد مع المسؤولين الأمريكيين الزائرين.
وبشكل عام لا يرى منتقدي المملكة، "عسيري" أكثر من "كبش فداء" لتخفيف الضغوط عن ولي العهد.
وقال مسؤولون أتراك إنهم يملكون أدلة تظهر أن 15 عميلاً سعوديًا قتلوا "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ومزقوا جثته.
وبعد أسبوعين من الإنكار الشامل والضغوط المتصاعدة من تركيا وواشنطن، قالت السعودية إنها ستجري تحقيقاتها الخاصة لتحديد المسؤول من مقتل "خاشقجي".
ولكن مع استمرار التحقيقات، يشير السعوديون إلى "عسيري" باعتباره مذنبا.
ووفق "نيويورك تايمز"، فقد تم تمرير اسم "عسيري" مؤخرا إلى بعض الشخصيات المقربة من البيت الأبيض.
ومن غير الواضح إذا ما كان ذلك الإجراء سيكون كافيا لتهدئة الأزمة الدولية، ويكون كفيلا بإنقاذ "محمد بن سلمان" ولي العهد، والحاكم الفعلي للمملكة.
ويسعى "غاريد كوشنر"، صهر "ترامب" ومستشاره، إلى دفع الرئيس الأمريكي لمساندة ولي العهد السعودي وفقا لشخص قريب من البيت الأبيض ومسؤول سابق على دراية بالمناقشات، تحدثوا للصحيفة الأمريكية.
ويجادل "كوشنر" في أن الغضب العالمي حول مقتل "خاشقجي" سيخفت بمرور الوقت، تماماً مثلما حدث بعد أخطاء سعودية أخرى، مثل اختطاف رئيس وزراء لبنان "سعد الحريري"، وقصف الحافلة المدرسية في اليمن.
بيد أن المشرعين الأمريكيين من كلا الحزبين يعبرون عن رعب أكبر بكثير حول مقتل "خاشقجي" بطريقة وحشية، وقد استحوذت قصته على انتباه الرأي العام الأمريكي أكثر بكثير من القتل الجماعي والفظائع الأخرى في المنطقة، فيما يطالب عدد متزايد من المشرعين بتوقيع عقوبات على الرياض.
ويعد "عسيري"، المتحدث السابق باسم التحالف السعودي في اليمن، أحد المقربين من ولي العهد السعودي ولديه سلطة تجنيد أفراد أقل رتبة في تنفيذ المهام.
وأصبح "عسيري" وجهًا معروفًا لوسائل الإعلام الدولية منذ أن تم تعيينه كمتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في عام 2015، وقد أجرى المقابلات بالفرنسية والإنجليزية والعربية محاولا تجميل وجه النظام السعودي والدفاع عن النتائج الكارثية للحرب.
وتمت ترقية "عسيري"، العام الماضي، إلى وظيفته الحالية في جهاز الاستخبارات، ومن المتوقع أن يؤكد السعوديون أنه كان يسعى لإثبات كفاءته خلال عملية "خاشقجي"، وفق الصحيفة الأمريكية.