وكالات-
نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصدر عربي رفيع المستوى قالت إنه ذو علاقات مع العائلة المالكة في السعودية، أن مستشار ولي عهد المملكة، سعود القحطاني، الذي أُقيل، السبت الماضي، من منصبه في الديوان الملكي، هو من أدار عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ووفقاً للمصدر، فإنه أُجري اتصال عبر سكايب بين خاشقجي والقحطاني، حيث "أهان الأخير خاشقجي وسبَّه، قبل أن يرد عليه خاشقجي، ليطلب القحطاني بعد ذلك من رجاله قتله، قائلاً لهم: أحضروا لي رأس الكلب".
وخلال الأيام الماضية، أكّد مسؤولون وحقوقيون أن العملية التي تمّت في القنصلية لا يمكن حدوثها دون علم ولي العهد، محمد بن سلمان؛ بحكم وجود المحيطين به في قلب العملية.
وبحسب المصدر العربي الذي لم تكشف الوكالة اسمه، فإنه ليس من الواضح إن كان القحطاني قد شاهد بقية تفاصيل عملية قتل خاشقجي داخل مبنى القنصلية، واصفاً تلك العملية بـ"الفاشلة وغير المتقنة"، إلا أن المصدر نفسه وآخر تركياً أكّدا وجود هذا التسجيل بحوزة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي رفض إعطاءه للأمريكيين.
وفي سياق المهام التي كانت تُوكل لسعود القحطاني، فقد كشفت وكالة "رويترز" عن مصادرها أن القحطاني أشرف على استجواب وإهانة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وأرغمه على الاستقالة عندما زار الرياض.
وأوضحت المصادر أن سعود القحطاني استقبل سعد الحريري في غرفة، وأمر فريقه بضربه، ووجَّه إليه شتائم، وأجبره على تقديم استقالته، وهو ما حدث فعلاً؛ بأن خرج الحريري للإعلام من الرياض معلناً استقالته.
وكان الرئيس التركي قد أعلن أنه سيكشف، الثلاثاء، تفاصيل التحقيق في قضية مقتل خاشقجي، ورفض ثلاثة من المسؤولين الأتراك التعليق على ما يمكن أن يحتويه الخطاب.
وبحسب مسؤول سعودي كبير قال إن خاشقجي توفّي نتيجة شجار مع عناصر داخل القنصلية، فإنه لم يُسمع عن القحطاني أثناء التحقيق السعودي، إلا أنه أكّد أن التحقيق مستمرّ.
واشتهر القحطاني على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان يدير العديد من الحملات عبر "تويتر"، وكثيراً ما كان يردّد أنه لا يتصرّف من تلقاء نفسه، وإنما ينفّذ أوامر ولي العهد محمد بن سلمان، ويُعدّ من أشهر قادة الحملات السعوديين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأُقيل القحطاني من منصبه تزامناً مع إعلان اعتراف الرياض بمقتل خاشقجي بالقنصلية، بعد 18 يوماً من الإنكار، وبحسب مصدر سعودي فإنه أُودع السجن، غير أن مصدراً آخر أكّد أنه حرّ طليق، ولوحظ أنه عاد إلى التغريد، غير أنه غيّر الواجهة التعريفية لحسابه على تويتر، ولم يعد مستشاراً بالديوان الملكي؛ وإنما مسؤول عن جهة تتعلّق بالأمن السيبراني تابعة للجنة الأولمبية السعودية.
وتحاول السعودية إلقاء التهمة على شخصيات كانت الأقرب خلال السنوات الماضية لولي العهد منذ تسلّمه منصبه، ومنهم نائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، الذي شكّل فريقاً من 15 شخصاً للقاء خاشقجي في إسطنبول.
كذلك وجّه المصدر اتهامات لأحد مرافقي ولي العهد، العقيد ماهر عبد العزيز المطرب، بقيامه بتخدير خاشقجي، بعد رفضه العودة للسعودية، وهو ما يؤكّد تسريب صحيفة يني شفق التركية عن تقديم بن سلمان عرضاً للصحفي السعودي قبل قتله.
ومع الرواية الجديدة للسعودية، ظهرت شخصية القحطاني أيضاً، الذي قُدّم أيضاً كـ"كبش فداء" في مقتل خاشقجي، في محاولة لوقف أي اتهام للمسؤول الأول، في حين تؤكّد شخصيات دولية بارزة أن تورّط رجال الصف الأول في العملية يؤكّد التهمة على ولي العهد.