متابعات-
دانت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين "تكتم النظام السعودي على قتل الآلاف في واقعة حصار الحرم المكي عام 1979"، التي كشف تفاصيلها برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة مؤخراً.
وقالت الهيئة الدولية في بيان لها، أمس الثلاثاء: "إن التعامل الدموي مع الحادثة المذكورة يثبت مجدداً الفشل التاريخي للنظام السعودي في إدارة الحرمين وتغوله في الدماء، بما في ذلك الاستعانة بقوات أجنبية وتدنيس حرمة الحرمين لهدف واحد هو الحفاظ على استفراده بإدارة الحرمين".
وأكدت الهيئة أن حادثة حصار الحرم وما خلفته من قتل آلاف الأبرياء "غالبيتهم من الحجاج سيبقى وصمة عار في تاريخ النظام السعودي وإدارته الدموية للحرمين، ويثبت مجدداً أهلية المطالبة بإنهاء إدارة الرياض المنفردة للحرمين".
وجددت الهيئة المطالبة بـ"اتخاذ خطوات عملية من أجل إشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية في إدارة المشاعر الإسلامية في السعودية، وذلك بعد فشل وقصر الإدارة الحالية في إدارة المشاعر بطريقة سليمة تحترم قدسية المكان ومكانته لدى المسلمين".
وشددت الهيئة الدولية على أنه "قد آن الأوان لإشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية ذات الخبرة في إدارة جميع الأماكن الدينية في السعودية، وذلك لضمان تطبيق أفضل معايير الأمن والسلامة"، وفقاً لـ"الجزيرة نت".
وكان تحقيق ضمن برنامج "ما خفي أعظم"، الذي يعرض على قناة "الجزيرة"، كشف عن وثائق ومعلومات فرنسية حول تفاصيل عملية تحرير الحرم المكي عام 1979، بعد احتلاله من قبل مجموعة متشددة، كاشفاً مقتل آلاف المدنيين خلال العملية على يد المتمردين والجيش السعودي.
ويظهر في التحقيق قائد الفريق الفرنسي بول باريل، والقناص كريستيان لامبرت يرويان، اللذان شاركا في التفاصيل الدقيقة للعملية.
ونفى التحقيق بذلك ما كانت تروجه المملكة حول أن قوات سعودية هي من حررت الحرم من المهاجمين.
وقال باريل إن الحادثة كانت أكبر عملية احتجاز رهائن في العالم، بالنظر إلى وجود 150 ألفاً في مكة، قرابة 50 ألفاً منهم داخل الحرم وقت الحادثة.
ونفى ما أعلنته الرياض حول مقتل 26 حاجاً و127 من القوات السعوية و117 مسلحاً، مؤكداً أن عدد القتلى الإجمالي يتراوح بين 5000 - 10000 قتيل، مقدراً أن يكون عدد المدنيين من الحجاج القتلى 3000-5000 قتيل.
ووصف العملية بأنها "مذبحة"، وأنها كانت "مجزرة لا تصدق وهزّتنا في العمق"، مؤكداً أن السعوديين لم يميزوا بين الرهائن والمسلحين وتعاملوا بقسوة.
وكشف أن السلطات السعودية طلبت 70 طناً من الأسلحة بدل 7 أطنان، مؤكداً أنهم طلبوا استخدام أسلحة لتجهيز 10 آلاف جندي.
وتعود قضية جهيمان العتيبي إلى فجر الأول من محرم 1400 هـ الموافق 20 نوفمبر 1979م، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، مدَّعين ظهور المهدي المنتظر، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز.