محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-
يشهد العديد من الموانئ البحرية في دول مجلس التعاون الخليجي بين حين وآخر حرائق هائلة تتسبب في خسائر بشرية ومادية وتوقف حركة الملاحة فيها.
ورغم استخدام الموانئ الخليجية المختلفة النظم والأساليب الحديثة للسلامة لمكافحة الحرائق، ووجود أجهزة حديثة لكشف الدخان والحريق فإن حوادث الحرائق لم تتوقف بها.
ويعود اشتعال الحرائق في الموانئ والمخازن الخاصة بها إلى أسباب تتعلق بوجود تسريب للغاز، أو للنفط، أو بسبب أخطاء بشرية غير مقصود وإهمال، أو بسبب أعمال تخريبية.
آخر تلك الحرائق اندلع في وحدة لإسالة الغاز بمصفاة ميناء الأحمدي في الكويت (الجمعة 14 يناير الجاري) وتسبب بوفاة عاملين وإصابة 10 أشخاص، بينهم 5 بحروق شديدة.
وتمكنت الشركة، وفق بيان لها، من السيطرة الكاملة على الحريق الذي اندلع في وحدة إسالة الغاز رقم 32 بمصفاة ميناء الأحمدي التابعة للشركة، مع عدم تأثر عمليات المصفاة وعمليات التصدير من جراء الحريق، أو عمليات التسويق المحلي وعمليات تزويد وزارة الكهرباء والماء كذلك نظراً لكون الوحدة المتضررة خارج الخدمة.
ولم يكن حريق المصفاة الوحيد، حيث سبق أن أعلنت الشركة، في أكتوبر الماضي، السيطرة على حريق اندلع في وحدة إزالة الكبريت في مصفاة ميناء الأحمدي.
وشهدت مصفاة ميناء الأحمدي أكثر من حريق في عام 1949 كمصفاة بسيطة لا تزيد طاقتها التشغيلية على 25 ألف برميل يومياً لتغطية احتياجات السوق المحلية من بنزين السيارات والديزل والكيروسين.
وقد خضعت لبرنامج توسعة بين عامي 1958 و1963 بحيث ارتفعت طاقتها التكريرية من 190 ألف برميل إلى 250 ألفاً في اليوم على التوالي.
وتقع المصفاة على بعد 45 كم جنوب مدينة الكويت؛ وهي تقع مباشرة على شاطئ الخليج العربي.
وتبلغ المساحة الإجمالية التي أقيمت عليها المصفاة 10,534,000 متر مربع. وبعد إنشاء مؤسسة البترول الكويتية وإعادة هيكلة القطاع النفطي الكويتي انتقلت ملكية المصفاة من شركة نفط الكويت إلى شركة البترول الوطنية الكويتية التي تتولى مسؤولية صناعة تكرير النفط وإسالة الغاز.
حرائق الإمارات
موانئ الإمارات تشهد حرائق ضخمة بشكل متكرر، كان أبرزها حريق اندلع في أغسطس الماضي في مصنع للمواد البلاستيكية في "جبل علي"، دون تسجيل أية إصابات.
وفي حينها، أكد المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن فرق الدفاع المدني بدبي تعاملت مع الحريق، وأنه تحت السيطرة.
ويعود نشوب الحريق في المصنع، وفق المكتب الإعلامي، إلى احتراق مواد بلاستيكية قابلة للاشتعال.
وسبق الحريق الضخم في المصنع وقوع حريق في يوليو الماضي، بميناء جبل علي، وفي حينها أرجعت الجهات الرسمية الحريق إلى انفجار في حاوية على متن سفينة كانت تحتوي على مواد قابلة للاشتعال وتستعد للرسو على رصيف الميناء.
وفي يوليو 2020، أعلنت فرق الدفاع المدني الإماراتي سيطرتها على حريق شب في 3 مستودعات تحتوي على عطور ومواد بلاستيكية سريعة الاشتعال في منطقة "جبل علي".
وخلال أبريل 2020، شبّ حريق كبير في مستودع للمواد البترولية بالمنطقة، وقالت السلطات حينها إن الحريق لم ينتج عنه أية إصابات، وحريق آخر وقع في يناير 2019، في أحد مصانع ميناء "جبل علي" بالقرب من الدوار رقم 7.
وفي سبتمبر 2014، تعرض مستودع في منطقة "جبل علي" -يضم أرشيف وثائق ورقية مهمة لـ18 جهة حكومية في دبي وأبوظبي- لحريق وصف وقتها بـ"الكارثة"، خوفاً من أن تكون النيران التهمت جزءاً كبيراً من هذه الوثائق المهمة.
حرائق السعودية
تعرض العديد من موانئ السعودية لحرائق مختلفة وكانت أسبابها معروفة، وهي نتيجة استهداف مليشيا الحوثي لأماكن استراتيجية في المملكة.
وكان أبرز حريق تعرضت له موانئ السعودية ما حدث في نوفمبر 2020، حيث أعلنت مجموعة "تي إم إس تانكرز" المالكة لناقلة النفط اليونانية "أغراري إم تي" التي ترفع علم مالطا، أنّ الناقلة تعرضت "لاعتداء مجهول المصدر" حين كانت تستعد لمغادرة ميناء الشفيق الواقع جنوبي السعودية.
وفي ديسمبر 2020، تعرضت ناقلة نفط ترفع علم سنغافورة، وكانت ترسو في ميناء جدة، لضربة من "مصدر خارجي" مجهول أدت إلى اندلاع حريق فيها.
وكانت السفينة "بي دبليو راين" تفرغ شحنتها في ميناء جدة في السعودية عندما وقع الحادث، حيث أكدت السلطات السعودية في حينها أن الانفجار كان نتيجة هجوم "إرهابي"، نفذ باستخدام قارب مليء بالمتفجرات.
في سبتمبر 2016، شهد ميناء "رأس تنور" شرق السعودية، حريقاً ضخماً تسبب في إصابة 8 من العاملين، وفق ما أعلنت شركة "أرامكو".
ووقع الحريق حينها في الرصيف الشمالي من ميناء رأس تنورة، ولم تعلن السلطات نتائج التحقيق حول سبب الحريق.
موانئ البحرين
موانئ البحرين أيضاً شهدت بعض الحرائق، كان أبرزها ما وقع في مارس 2017، حين أعلن الدفاع المدني البحريني تمكن آلياته من إخماد حريق اندلع في مستودعين في المنطقة الصناعية في ميناء سلمان.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن المدير العام للإدارة العامة للدفاع المدني قوله إن نحو 24 آلية و95 ضابطاً وفرداً باشروا عمليات الإطفاء ومحاصرة الحريق والسيطرة عليه ومنع انتشاره.
وكان المستودع يحتوي على كميات كبيرة من المواد الطبية والكيميائية وأدوات التبغ.
موانئ قطر وعُمان
كما لم تسلم الموانئ داخل قطر من الحرائق، حيث أعلن، في مايو الماضي، عن اندلاع حريق في مستودع قيد الإنشاء بميناء حمد دون مصابين.
وتعمل دولة قطر على مواجهة تلك الحرائق من خلال إجراء مناورات، كان أبرزها تنفيذ اللجنة الدائمة لإدارة المنافذ البحرية، في يوليو الماضي، تمرين "سلامة 1" لمكافحة حادث حريق وهمي بمستودع البضائع ومنطقة التفتيش المركزي بميناء حمد.
وجاء التمرين في إطار خطة اللجنة للتأكد من الجاهزية وتعزيز إجراءات الأمن بالميناء ورفع القدرات لتحقيق أفضل مستويات السلامة.
ويسهم التمرين، وفق الهيئة، في تعزيز إجراءات الأمان بمنشآت الميناء من خال تضافر الجهود مع متطلبات ومعايير السلامة المتوافرة في الميناء، وهو ما يعزز الوقاية وتفادي فرص وقوع الحوادث.
سلطنة عُمان شهد بعض موانئها حرائق، كان آخرها الذي حدث في يوليو الماضي، بإحدى الشركات بميناء صحار.
وفي حينها أكد الدفاع المدني العُماني أن فرق الإطفاء تعاملت مع حريق اندلع في مصنع "جندال شديد" للحديد والصلب بميناء صحار، دون تسجيل إصابات.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة مسندم العُمانية، اندلاع حريق في مكان لتخزين البضائع بمنطقة ميناء خصب، والسيطرة عليه دون تسجيل إصابات.