الامارات اليوم-
تواصلت مالكة إحدى السيارتين المسروقتين اللتين استخدمتا من قبل عصابة النمر الوردي الدولية، في تنفيذ السطو المسلح على مركز وافي، مع شرطة دبي طلباً لتعويضها المادي والمعنوي بعد أكثر من ثماني سنوات من تنفيذ الجريمة، وذلك بعد القبض على أربعة متهمين في القضية واسترداد أحدهم أخيراً.
وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، لـ«الإمارات اليوم»: «تلقيت رسالة على بريدي الإلكتروني من صاحبة السيارة التي استخدمت في اقتحام المركز التجاري، وهي طراز أودي، تشرح فيها الضررين النفسي والمادي اللذين لحقا بها جراء سرقة سيارتها التي تصنف من المركبات الفارهة، واستخدامها في تنفيذ واحدة من أخطر الجرائم التي وقعت في الألفية الجديدة».
وأضاف أن «صاحبة السيارة تحمست للتواصل مع شرطة دبي بعد إعلان القبض، أخيراً، على أحد أبرز المتهمين في الجريمة ويدعى إلينيك بوركو، الذي تم التعرف عليه وملاحقته وضبطه في إسبانيا، رغم تغيير بياناته التي استخدمها في دخول دبي لتنفيذ الجريمة، وتنقل بين دول عدة قبل القبض عليه واسترداده من قبل الإمارات».
وأشار إلى أنها شرحت بأن العصابة لم تكتف بسرقة السيارة واستخدامها في اقتحام المركز فقط، ولكن بادر أعضاؤها إلى حرق المركبة بعد تنفيذ الجريمة بهدف إخفاء الآثار، ومحو أي أدلة مثل البصمات أو العينات الوراثية التي يمكن أن تقود إليهم، ما عكس آنذاك قدراً كبيراً من الاحترافية.
وتابع المزينة: «أكدتُ لصاحبة السيارة أن لها كل الحق في رفع دعوى مدنية ضد المتهمين التابعين لعصابة النمر الوردي»، مشيراً إلى أن شرطة دبي أنجزت ما قدرته بنسبة 80% من القضية باستعادة المسروقات التي تقدر قيمتها بنحو 50 مليون درهم، والقبض على أربعة متهمين، اثنان منهم في دبي حالياً.
وشرح أن اختيار أفراد العصابة لطراز هاتين السيارتين تحديداً لم يكن عشوائياً، لأن هذا الطراز منتشر في أوروبا، ويتميز بالقوة والسرعة، ويمكنهم اقتحامه وتعطيل الكمبيوتر الخاص به، لاعتيادهم عليه، بعكس الأنواع الأخرى من السيارات.
ولفت إلى أن سائق المركبة، الذي استخدم السيارة المسروقة التي تطالب صاحبتها بتعويض، تعمد اقتحام المركز التجاري بمؤخرة السيارة لأن اصطدامه بالواجهة الزجاجية بمقدمة المركبة سيؤدي إلى فتح الوسادة الهوائية وتعطيلها تماماً، لافتاً إلى أنه وصل بسرعة إلى المكان واستدار بحرفية بالغة، ثم اقتحم المكان بمؤخرة المركبة، فيما لحقه زميله بسيارة أخرى من النوع نفسه ودخل بمقدمة المركبة بعد كسر الواجهة فعلياً، وحتى يؤمن تحركه بعد انتهاء العصابة من السرقة المسلحة.
وأكد أن الأسلوب الذي استخدمته العصابة كان بالغ الجرأة والحرفية، ويعكس ثقة أصحابه ونجاحهم في استخدامه مرات عدة، مشيراً إلى المشهد انتقل إلى منطقة أخرى رملية قريبة، بعد هروب العصابة خلال ثوانٍ، وقامت فيها بحرق السيارتين المسروقتين للتخلص من الأدلة والآثار، وقضت النيران على إحداهما لكن لم تلتهم الأخرى بالكامل لتترك خيوطاً استخدمتها شرطة دبي في رحلة البحث.
وتابع: «كان الأمر غريباً إلى حد كبير، فمن غير المعتاد استخدام كل هذا العنف في تنفيذ جريمة واستخدام السيارات في اقتحام مركز تجاري كبير، لكن أدركت فرق البحث الجنائي التي شاركت في القضية أن هذه سمة مميزة لعصابة النمر الوردي التي تستخدم وسائل عنيفة للغاية، تترك ضحايا أحياناً خلفها، وساعدنا هذا في تطوير الإجراءات الأمنية لتفادي تكرار مثل هذه الجرائم».
وأوضح أن شرطة دبي تتابع تحت مظلة وزارة الداخلية انتهاء فترة عقوبة متهمين آخرين، أحدهما زعيم العصابة، ويدعى دراجان نيكوليك، الذي أحيل إلى ليخشنتاين في سويسرا، لمحاكمته في جريمة نفذت هناك، وحكم عليه بالسجن حتى عام 2017، لتتسلمه بعد ذلك، مشيراً إلى أن العنصر الأكثر خطورة في جريمة وافي، هو الرجل الثاني في العصابة، ويدعى مارينكو ماريك، وجرى ترحيله إلى ليخشنتاين، حيث يقضي عقوبة السجن حتى عام 2019، وسيتم استلامه كذلك بعد انتهاء فترة عقوبته.
وأشار إلى أن قائمة المتهمين في القضية لاتزال تضم امرأة تدعى بوجاتا ميتيك، ورجلاً يدعى نيكولا زفكوفك، مطلوبين للعدالة، وحددت شرطة دبي مكانهما، وتسعى على الأقل إلى محاكمتها في بلدهما صربيا، أو استردادهما حال ضبطهما في دولة أخرى، فيما أحيل المتهم الرابع إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معه.
يذكر أن جريمة «وافي» حدثت في أبريل من عام 2007، حين اقتحمت العصابة واجهة المركز ودخل أفرادها مباشرة إلى متجر غراف لتجارة المجوهرات، وسطوا بتهديد السلاح على مجوهرات قيمتها 50 مليون درهم.