الراي الكويتية-
قبل نحو 75 يوماً، وتحديداً في العشر الأواخر من أغسطس الماضي، حلّقت طائرة صغيرة من دون طيّار مزوّدة بكاميرا في محيط قصر بيان، وعلقت بإحدى شجرات النخيل في حدائق القصر، وعمل جهاز أمن الدولة واستخبارات الجيش على كشف سرّها بتفكيكها وتفريغ محتويات كاميرتها، مع ترجيح فرضية أن يكون صاحبها من سكان المناطق المحيطة بالقصر.
الطائرة الصغيرة من دون طيّار، غير طائرة قصر بيان بالطبع، عادت مجدداً الى التحليق ولكن هذه المرة فوق لواء التحرير المدرع على طريق العبدلي، واستمرت في أجواء اللواء لما يزيد على ربع الساعة قبل أن تحلق بعيداً مختفية عن الأنظار، ودون أن تعلق بشجرة نخيل فتضبط ويكشف سرها.
مصادر أمنية أبلغت «الراي» أن رجال الحرس المناوبين في اللواء المدرع سمعوا صوت طائرة في الأجواء، فظنوا أن الأمر لا يخرج عن كونه في إطار المناورات العسكرية، ولم يذهب تفكيرهم الى أن «تتجرأ» طائرة صغيرة من دون طيار على «اقتحام» أجواء اللواء الذي يحتوي على الكثير من الدبابات والمصفحات وغير ذلك من صنوف الأسلحة.
وأضافت المصادر أن الحراس إياهم، اضطروا الى ابلاغ رؤسائهم عن الأمر، بعد أن أيقنوا ان الأمر ليس مجرد مناورة وعقب رؤيتهم «مناورات» الطائرة في الأجواء، انخفاضاً وارتفاعاً خصوصاً فوق الأماكن التي تربض فيها الدبابات، ولكنهم حين فكروا بأن في الأمر شيئا ما، كان أوان انصراف الطائرة قد حان، فغادرت دون أن يتسنى لهم أو للقوات المختصة من اصطيادها وفك لغزها.
وأشارت المصادر الى أن المسؤولين استفسروا من الحرس عن الأسباب التي منعتهم من أن «يردوا» الطائرة «صريعة» أفادوا بانهم اعتقدوا تواجدها في الأجواء في إطار مناورة عسكرية، لكنهم شكوا في الأمر بعد أن أصرّت الطائرة على التواجد فوق آليات اللواء لمدة ربع الساعة، وعندما تحققت الظنون كات الطائرة قد غابت عن الأنظار.
ولم تستبعد المصادر الفرضيات التي تثار في مثل هذا الأمر، ولم تسقط من حسبانها أن يكون وراء التحليق عمل تجسسي ما، لاسيما وأن اللواء المدرع يحتوي على عدد لا بأس به من المدرعات، أصرّت الطائرة على التحليق فوقها.