شلاش الضبعان- اليوم السعودية-
أتمنى من الدفاع المدني: الاستعداد الدائم والعمل الجاد على إنقاذ كل من يتعرض لمخاطر السيول، وبعد أن يتم انقاذه يُحقق معه، فإن كان هو من عرض نفسه للخطر بغير عقل ولا إدراك، يتم تحويله للجهات المختصة لمصادرة السيارة أو السجن حتى انتهاء موسم الأمطار.
نرى أموراً غريبة مع كل موسم، فعلى الرغم من التحذيرات المتتابعة من هيئة الأرصاد والدفاع المدني بخطورة الأوضاع الجوية ووجوب الابتعاد عن بطون الأودية ومجاري السيول، إلا أن البعض ما إن يتساقط المطر حتى يبدأ في الاستعراض السفيه باقتحام مجاري السيول معرضاً نفسه للخطر من أجل شيء لا يستحق، فصورة أو تصفيق المتجمهرين لا تساوي إضاعة الحياة! والأسوأ من ذلك عندما يكون برفقة هذا الطائش عائلة وأطفال، فمثل هذا بلغت به السفاهة مبلغاً كبيراً، ويجب أن تضاعف عليه العقوبة، فالأرواح لا يُمكن تركها لسفيه!
والمشكلة أنه ما إن يتم إنقاذ مثل هذا حتى يبدأ في مهاجمة رجالنا في الدفاع المدني، رغم أنه أشغلهم عما هو أهم، وما أكثر الأهم في زمن تقصير العديد من الجهات!
مما يؤكد وجوب العقوبة أن هناك تحذيرات مسبقة من الجهات ذات العلاقة، وحتى ولو يكن هناك تحذيرات، فالشرع والعقل وتجارب البشر، تحذر من الاقتراب من بطون الأودية أثناء السيول، وتدل على أن السيل إذا جاء لا يقف أمامه شيء! وبالتالي لا بد من إعادة أمثال هؤلاء إلى جادة البشرية بعقوبات تعيد عقولهم إليهم!.
يقول البعض: التوعية! وأقول: العقوبة مع التوعية! فلنا فترة طويلة ونحن نوعي ومع ذلك فالنتائج ليست كما نرغب، وقد أثبتت التجارب أن العقوبة خير وسيلة لتفعيل جهود التوعية.
وبما أن الحديث عن العقوبات، أتمنى أيضاً أن تعم العقوبة السادة المتجمهرين، فبالإضافة إلى قيام هؤلاء الفارغين بإعاقة جهود الإنقاذ، فإنهم سبب رئيس في تعريض الطائش نفسه للمخاطر، فلو لم يتواجد المتجمهر والمصور والناشر لمقطع الفيديو لما ابتلينا بمن يبحث عن الشهرة على حساب حياته، وحياة من معه.