خالد السليمان- عكاظ السعودية-
غرقت جدة للمرة الثالثة وتكرر نفس المشهد، مسؤولون في مختلف القطاعات يهبون مستنفرين لمعالجة نتائج كوارث الأمطار بدلا من أن يهبوا مستنفرين لتفاديها، ورغم المليارات التي أنفقت على مشاريع التصريف والوقت الذي توفر لتنفيذها، ومعالجة أسباب الغرق الأول إلا أن صور الشوارع الغارقة أول أمس بدت كما لو أنها نسخ للصور القديمة!
أعلم أن هناك مشاريع تم تنفيذها وساهمت في تخفيف وطأة الكارثة وخفض عدد الضحايا، لكن لا شيء يبرر أن تسقط ضحية واحدة، فأكثر من ٥ سنوات مرت على الأزمة الأولى كفيلة بتوفير كل الوقت اللازم لتدارك الأخطاء وتصحيح الأوضاع خاصة مع دعم القيادة بتوفير مليارات من الريالات تحت تصرف المسؤولين في مختلف الإدارات ذات الصلة بدءا من أمانة جدة وانتهاء بأرامكو!
وربما كانت الكارثة تتكرر لتذكرنا بالمسؤولين والمنتفعين الذين تسببوا فيها في المرة الأولى، فاقتصاص العدالة ممن تاجروا سنوات طويلة بالمسؤولية ومصالح المجتمع لحسابهم الشخصي وخانوا الأمانة التي قلدوا إياها في مواقع المسؤولية العامة أمر محتم لتصحيح المسار وتصويب الأخطاء ومحاسبة التقصير ومعاقبة الانتفاع وإرساء قواعد العمل المحترف وتحقيق العدالة وفرض هيبة القانون!
ستنتهي حملة النقد خلال أيام وربما أسابيع، لكن ما يجب ألا ينتهي هو تقييم الذات ومراجعة النفس لمعرفة مكامن الخلل والإجابة على السؤال الأهم: لماذا غرقت جدة مرة أخرى؟!