المدينة السعودية-
في معرض مضبوطات الفئة الضالة المقام في إحدى القاعات التابعة لمبنى كلية الأمير نايف للأمن الوطني في مدينة الرياض يتجلى بوضوح حجم الجهود الكبيرة والإنجازات العظيمة التي حققها رجال الأمن البواسل خلال مواجهاتهم وملاحقاتهم الدؤوبة لفلول الفئة الضالة من أتباع تنظيم القاعدة الإرهابي، ومثيري أحداث الشغب والفتنة في القطيف والعوامية.
ويحوي المعرض نماذج وصورًا ومشاهد تلفازية توثق حجم الجرم التدميري الذي كان ينوي هؤلاء الخونة تنفيذه امتثالا لمطالب خارجية وأجندات أعداء الوطن المحرضين والداعمين الذين صنعوا من هؤلاء السذج أدوات قذرة للتنفيذ.
وحطبًا لإذكاء نار الفتنة والسعي لتفكيك الوحدة الوطنية والنَّيل من مقدرات هذا البلد الآمن.
وزرع الخوف ونزع الثقة واستهداف الآمنين من المواطنين والمقيمين ورجال الدولة ورموزها.
في محاولات يائسة لإرضاء الحاقدين وأدلجة الشباب لإحداث أزمة في علاقة المملكة بالدول الأخرى، وإظهار المملكة بالمظهر الضعيف في حماية المقيمين على أرضها؛ لتسهيل دخول قوات أجنبية لدعم الأمن حتى يجد هؤلاء الفاسدون مبررًا لتنفيذ مخططاتهم تحت حجج واهية، يعتقدون أنهم سيستعطفون المجتمع من خلالها لتأييدهم واستقطاب الشباب لدعمهم في تنفيذ أجنداتهم الشيطانية وأهدافهم السياسية المكشوفة.
احترافية
«المدينة» تجولت في أرجاء المعرض الذي يوثق ويسطر للتاريخ ملحمة أمنية أشاد بها زعماء العالم والخبراء الدوليون الذين أبهرتهم الاحترفية المهنية، والكفاءة العالية، والأساليب والنظريات العملياتية، والاستراتيجيات الميدانية التي كان لها الفضل بعد الله في تجنيب المواطن والمقيم والمكتسبات الوطنية آثار تلك المخططات المشؤومة، بل تعدت فوائدها وايجابياتها إلى خارج الحدود.
وكان لتعاون المملكة الدور الكبير في إبلاغ العديد من الدول المستهدفة عن كثير من العمليات الإرهابية، والمخططات التي كان ينوي أعضاء التنظيم تنفيذها طوال السنوات الماضية في بعض الدول. حيث استطاع المحققون الأكفاء تعقّّبها، والكشف عنها، والحيلولة دون تنفيذها بقدرات بحثية وجنائية، وبأدوات سليمة، وعقول محترفة أدّت إلى كشف وتفكيك هذه التنظيمات، وتعرية أفكارها، وإحباط مخططاتها في الداخل والخارج.
إحباط 220 عملية
ولا شك أن هذه الإنجازات لرجال المباحث العامة أصبحت محل تقدير وثناء وإعجاب المواطنين بمختلف شرائحهم، فقد كان لهم الفضل -بعد الله- في إحباط أكثر من 220 عملية إرهابية تستهدف أمن المجتمع واستقراره، وتهدد حياة الأبرياء من المواطنين والمقيمين، ورجال الأمن، حيث أدرك أبناء الشعب السعودي حجم المؤامرات والدسائس التي يحيكها لهم الأعداء، ولولا تصدّي رجال الأمن الأوفياء، وحزمهم وتضحيايتهم لكان لهؤلاء المغرضين ما يريدون.
سياسة أمنية واضحة
كان تعامل جهاز المباحث العامة مع الجماعات المتطرفة وفق إستراتيجية تنطلق من سياسة أمنية واضحة تواجهه تنظيمات صنعتها أجهزة استخباراتية منذ عام 1918م.
واستطاع هذا الجهاز وفق هذه الإستراتيجية أن يتفوق بامتياز في الكشف المبكر عن نوايا تلك التنظيمات، وتفكيك طلاسمها والحيلولة دون تنفيذ 400 مخطط إرهابي، وإحباط 98 عملية إرهابية مدمرة قبل تنفيذها.
في المعرض شاهدت نماذج حيّة، وصورًا ومقاطع تلفازية تبرز الأعداد، والكميات، ونوعيات الأسلحة التي تم ضبطها، وجمعها من أوكار الإرهابيين ومواقع المواجهات. وكنت أتساءل لو لم تحبط هذه العمليات كم سيكون حجم الدمار؟ وكم سيموت من الأبرياء؟ وكم سيخسر الوطن من رجاله ومنشآته؟
ترسانة ضخمة
تفاجأت ومن معي بحجم تلك الأسلحة، وتنوّعها فهي تكشف عن الحقد الدفين والخيانة العظمى والوجه القبيح لعناصر تلك التنظيمات المأجورة.
شاهدنا صواريخ سام، وقذائف RBG، والقنابل والمواد المتفجرة، وأحزمة ناسفة. وشاهدنا صاروخًا محليّ الصنع ضبط قبيل اكتمال تجهيزه، وعينات من القنابل اليدوية المبتكرة لجأ عناصر التنظيم إلى تصنيعها محليًّا بعد تضييق الخناق عليهم ومنع مصادر الإمداد عنهم.
تمنيت بعد انتهاء جولتي بالمعرض أن تتاح الفرصة لكل فئات المجتمع لزيارته، وأن يتنقل بين المدن والمناطق ليشاهد المواطن والمقيم هذه المضبوطات التي تكشف حجم الجرم لهؤلاء الطغمة الفاسدة التي ينتظر المجتمع بفارغ الصبر تنفيذ أحكام القصاص العادل بحقهم، بعد أن تلوثت أيديهم بدماء الشهداء والأبرياء.