عكاظ السعودية-

قال شهود عيان إن متطوعا من المواطنين نجح في إجلاء محتجزة في الدور العلوي من المستشفى، وأثناء محاولته الهبوط بالمريضة هوى من السلم وفقد الوعي وسط الدخان الكثيف، ثم توفي مختنقا.

وروى عدد من الشهود وقائع مؤسفة، مطالبين الجهات المختصة بمحاسبة المهملين، الذين لم يطبقوا معايير الأمن والسلامة في المستشفى. وقال إبراهيم الطبيقي الذي يسكن قريبا من المستشفى إن الأهالي بادروا بأعمال بطولية في إجلاء وإسعاف المحتجزين، متسائلا عن سر إغلاق أبواب الطوارئ. أما فيصل الغامدي فقال إنه فوجئ في الثانية فجرا بألسنة اللهب والدخان تتصاعد من المبنى وتدفق العشرات إلى الموقع القريب وصعد بعضهم إلى الطوابق العليا لإسعاف وإنقاذ المحتجزين وإجلائهم من وسط اللهب والدخان.

في حبن لم يحتمل الشاب سلطان حيدر، مشهد الصراخ داخل المستشفى، فراح يلقي نفسه وسط الدخان، مضحيا بنفسه على أمل أن يساهم في إنقاذ المحاصرين بين «الدخان والنار».

ويعترف حيدر قائلا: «رفضت تعليمات الدفاع المدني في الخارج بعدم الاقتراب من موقع الحريق؛ لأنني لم أحتمل علو أصوات الاستغاثة، خاصة أنني حضرت مبكرا للموقع، والصراخ نابع من كبار السن والأطفال والنساء، ورغم وصول الدفاع المدني قررت الدخول بأي طريقة لإنقاذ ولو مريض واحد».

وأضاف: «أحضرت سلما خشبيا، وصعدت من خلاله برفقة الآخرين، إلى النوافذ العليا للمستشفى بعد تكسير الزجاج، وشاهدت مآسي، حيث لفظ البعض أنفاسهم الأخيرة أمام أعيننا، وبدأنا في حمل الأحياء إلى الخارج، وسط صعوبة تخطي الدخان الأسود الكثيف الذي ملأ كل الردهات والغرف، لكننا - بعون الله - استطعنا إنقاذ البعض، وأصبت لاحقا بالاختناق؛ ليحملوني إلى المستشفى لتلقي العلاج».

حيث أرجعت مصادر مطلعة سبب تفاقم حريق مستشفى جازان إلى 3 أسباب رئيسية، مبينة أن هذه الأسباب تتمثل في؛ الأسقف المستعارة غير المقاومة للحريق، نزع مقابض نوافذ التهوية، وعدم فاعلية فريق السلامة.

وأكدت المصادر لـ«عكاظ» أن التحقيقات الجارية تشمل معلومة تشير إلى إغلاق مخارج الطوارئ.

وفي السياق ذاته، أفاد مدير المستشفى المناوب أبو القاسم نوحي أن الحريق انتشر خلال دقيقتين فقط، لافتا إلى أنه كان موجودا في المستشفى حينما تلقى اتصالا عن وجود رائحة ناجمة عن تماس كهربائي، وعندما وصل إلى الموقع يرافقه أحد موظفي الأمن، كان الدخان قد انتشر بشكل كبير في المبنى.