عكاظ السعودية-
مشطت الأجهزة الأمنية في جدة أكثر من 171 فندقا و1000 شقة مفروشة لكشف سر مقطع الفيديو الشهير المعروف باسم «زمزوم» الذي أظهر مواطنا يطأ وجه آخر بقدمه ويعتدي عليه ضربا وينتقم منه لسبب غير معروف. وكانت مواقع إلكترونية عديدة تداولت المقطع بصورة واسعة وسط تساؤلات كثيفة من الرواد عن سر الانتقام وأسبابه، وعن هوية المعتدى عليه المعروف بزمزوم وعن الجاني الغامض.
لماذا صمت زمزوم؟
نجحت شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة جدة في كشف الستار عن تفاصيل الواقعة التي أحدثت ردود فعل متباينة في كافة الأوساط برغم صمت المعتدى عليه وعدم لجوئه إلى الجهات الأمنية الأمر الذي صعب مهمة فرق البحث والتحري التي وضعت خطة أولية لتحديد هوية بطلي المقطع. ومضت الخطة الأمنية إلى مراجعة دقيقة للمقطع لتحديد موقع مسرح الحادثة.
إذ ذهبت التقديرات الأولية إلى أن المقطع تم تصويره في أحد الفنادق، وسارعت الأجهزة الأمنية إلى تمشيط أكثر من 171 فندقا في أنحاء جدة فيما انطلقت فرق أخرى لفحص أثاث الفنادق لمقارنتها بالأثاث الذي ظهر في المقطع، وتبين أنها غير مطابقة لأثاث المقطع.
الأمن يتابع تويتر
في ذات الأثناء شرع فريق تقني في جنائية جدة على متابعة هاشتاق في موقع تويتر حمل اسم الواقعة، ورصد رجال الأمن بعض العبارات التي وردت في إحدى المشاركات بأن المعتدى عليه يعمل في جهة أمنية في محافظة جدة، واتخذت الأجهزة الأمنية الخيط الرفيع للبحث في الوحدة التي ينتسب إليها المعتدى عليه ونجحت في التعرف عليه بعد مجهود تقني وأمني دقيق. ولم يتردد المعتدى عليه بعد الوصول إليه في الاعتراف بأنه هو الشخص نفسه الذي ظهر في المقطع معتدى عليه، ولم يكتف بإقراره بل دل الأجهزة الأمنية على مسرح الحادثة وتبين أنه شقة مفروشة في حي الحمراء وتطابقت أثاثاته مع الأثاث الذي ظهر في مقطع الاعتداء. ثم توالت اعترافات زمزوم عن تفاصيل الواقعة واليوم الذي حدث فيه الاعتداء، كما دل الأجهزة الأمنية على المعتدي الغامض، وتبين أنه مواطن في الثلاثين من العمر من سكان الرياض، وكشفت الأجهزة الأمنية عن مشاركة طرف ثالث في الجريمة وتبين أنها زوجة المعتدي التي تولت عملية توثيق وتصوير الاعتداء. وقال زمزوم في إفادته إن زوجة المعتدي كانت داخل الشقة لحظة وصوله حيث تم تقييده قبل تصوير المقطع.
تنسيق بين مكة والرياض
من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة مكة المكرمة لعكاظ العقيد دكتور عاطي عطية القرشي، أنه إلحاقا لما سبق من رصد الجهات الأمنية لمقطع فيديو، تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه اعتداء شخص مجهول على آخر، وتصوير الاعتداء ثم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وانطلاقا من مسؤوليات الشرطة تجاه مواجهة مثل هذه الحالات، أصدر مدير شرطة المنطقة اللواء عبدالعزيز عثمان الصولي تعليماته بتشكيل فريق بحث وتحر من البحث الجنائي لتحليل مقطع الفيديو، وتقصي المعلومات اللازمة عن الواقعة وعن المجني عليه، والجاني، والكشف عن هويتيهما.
وأضاف المتحدث أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى المجني عليه وتحديد هوية المتهم وبالتنسيق بين شرطتي منطقة مكة المكرمة ومنطقة الرياض تم ضبط المتهم، واتضح أنه مواطن في الثلاثين من العمر وجار سماع أقواله تمهيدا لإحالته إلى جهة الاختصاص.
وأوضح الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد ما قام به الطرفان في قضية «زمزوم». وقال إن أجهزة وزارة الداخلية أكدت أكثر من مرة أنها تؤدي دورها ولا أحد غيرها يؤدي هذه المهمات، ومن يحاول أن يأخذ القانون والنظام بيده سيعرض نفسه للمساءلة طبقا للنظام ومعاقبة كل مخالف كائنا من كان، فهناك جهاز أمني وقضائي متخصص ترعاه دولة قائمة على الإسلام.
وأضاف الجعيد، أن طرفي الواقعة ارتكبا أفعالا مخالفة، فالمعتدى عليه تعدى على الحرمات كما تورط في فعل غير لائق، فيما أخذ المعتدي النظام بيده وحاول تنفيذ العقوبة بنفسه متجاوزا النظام، ثم عمد على تصوير الاعتداء ونشره ما يؤكد جرمه. وكان الأوفق أن يتجه إلى الجهات الأمنية المختصة لاسترداد حقه.