سياسة وأمن » صفقات

كيف يبدو التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة؟

في 2024/07/31

كمال صالح - الخليج أونلاين-

تعد العلاقات العسكرية بين الكويت والولايات المتحدة من أهم الأركان في الشراكة الاستراتيجية والعلاقات بين البلدين التي تعود لـ6 عقود.

وجرى على مر العقود الماضية تعزيز هذا التعاون وترسيخه في مجالات عدة؛ أبرزها التسليح والتدريب والاستشارة، فضلاً عن الوجود الأمريكي العسكري الدائم في الكويت إثر تحريرها من الغزو العراقي عام 1991.

ويعيد لقاء نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح، بالسفيرة الأمريكية في الكويت كارين ساساهارا، التعاون الدفاعي بين البلدين إلى الواجهة في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة في ظل الحرب المستمرة في غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي.

تعاون دفاعي

الوزير اليوسف بحث مع السفيرة ساساهارا تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، كما جرى تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحسب بيان وزارة الدفاع الكويتية.

وكانت الكويت والولايات المتحدة وقعتا، في مايو الماضي، عدداً من الاتفاقيات العسكرية والدفاعية على هامش أعمال الدورة الـ14 للجنة العسكرية المشتركة بين البلدين في العاصمة الأمريكية واشنطن.

كما عقدت لجنة التعاون المشتركة الكويتية الأمريكية، في ديسمبر الماضي، اجتماعاتها في إطار التنسيق والسعي المتبادل من الجانبين لتعزيز التعاون في المجالات العسكرية والدفاعية.

وفي يوليو 2023، شدد القائد العام للجيش الأمريكي الفريق باتريك فرانك على أهمية تعزيز التعاون الدفاعي والشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودولة الكويت.

كما أكد البلدان، في يناير 2022، تقديرهما للشراكة الدفاعية الثنائية الدائمة بين البلدين، ودعم الكويت طويل الأمد من خلال استضافة القوات الأمريكية، وحينها ناقش وزيرا خارجية البلدين أنتوني بلينكن، والشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، التهديدات التي تواجهها المنطقة، وسبل تعزيز الشراكة الدفاعية.

وفي أبريل من العام 2021، جددت دولة الكويت معاهدة التعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي جرى التوقيع عليها أول مرة في 1991، وبموجب هذا التجديد تستخدم الولايات المتحدة المنشآت الكويتية، إضافة إلى تمركز قوات ومعدات أمريكية في الكويت لمدة 10 سنوات قادمة.

وتشير أرقام وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2021 إلى أن في الكويت قرابة 13 ألف جندي أمريكي، يتمركزون في عدة قواعد داخل الكويت هي:

قاعدة عريفجان، وتعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت.

قاعدة علي السالم الجوية: وتضم فرقة من القوة الجوية الأمريكية 386.

قاعدة معسكر الدوحة: وهي مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي الكويتي، وقوة المهام المشتركة.

قاعدة بيورينغ: وبها رادارات متطورة لمراقبة حركة وهبوط الطائرات.

تنسيق مواقف

ولا يقتصر التعاون بين الولايات المتحدة والكويت على المجال الدفاعي، بل ينسحب إلى تنسيق المواقف في عدة قضايا، أبرزها ملف الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات، وضرورة إحلال السلام والأمن الإقليميين.

وفي منتصف أبريل الماضي، بحث وزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد اليوسف مع نظيره الأمريكي لويد أوستن التصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

الوزير الكويتي أبلغ نظيره الأمريكي على موقف بلاده حول أهمية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، وكذلك احترام القوانين والمواثيق الدولية، وضرورة تكريس النهج الديبلوماسي في تسوية النزاعات.

وفي مايو من العام 2023، بحث وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ سالم الصباح، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن، الشراكة بين البلدين والتعاون على كافة الأصعدة كما تطرقا للأزمة في سوريا والهجمات الإيرانية على ناقلات النفط في المياه الدولية حينها.

وتكتسب وجهة النظر الكويتية في القضايا الإقليمية أهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة لعدة اعتبارات، منها الوجود العسكري الأمريكي في الكويت والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وكذلك موقف الكويت الثابت من "قضية فلسطين" التي تؤرق الشرق الأوسط.

تسليح وتدريب

وانطلاقاً من الشراكة والتعاون العسكري بين البلدين، كانت الولايات المتحدة مصدراً مهماً للتسليح بالنسبة لدولة الكويت، فضلاً عن التعاون العسكري في مجال الاستشارات والتدريب والمناورات الميدانية.

وفي أواخر العام 2022، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع محتملة لبيع منظومة صواريخ أرض جو، ومنظومة دفاع جوي متوسطة المدى، وعتاد مرتبط بهما للكويت بقيمة تقدر بـ3 مليارات دولار.

ووفق بيان وزارة الدفاع الأمريكية حينها، فإن الصفقة ستسهم في تحسين قدرة الكويت على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تعزيز قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد الجهات الإقليمية الخبيثة، وتحسين التشغيل البيني مع الأنظمة التي تديرها القوات الأمريكية ودول الخليج الأخرى.

كما وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، منتصف 2020، على صفقة بيع أسلحة محتملة لدولة الكويت لتحديث نظام الدفاع الجوي الصاروخي بنظام باتريوت، بقيمة بلغت 1.425 مليار دولار.

وكان الكاتب والمحلل السياسي الكويتي عايد المناع أشار، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن "سلاح الجيش الكويتي غالبيته أمريكي، وهذا يعني زيادة الاتفاقيات الموجودة بين البلدين في مجال التسليح".

وفي سياق التدريب والتأهيل لا تتوقف القوات الكويتية عن تنفيذ الفعاليات والأنشطة والتدريبات المشتركة مع القوات الأمريكية الموجودة في الكويت، بهدف تعزيز القدرات العسكرية وتطويرها.

وفي يونيو 2024، نفذت القوات الكويتية ونظيرتها القطرية تمريناً مشتركاً مع قوة سبارتن الأمريكية حمل اسم "فهود الصحراء 3"، بهدف تعزيز التعاون المشترك لتعزيز وتوحيد المفاهيم من خلال التدريب المشترك، ومحاكاة التحديثات الممكنة والتدريب على أعمال التخطيط والتنسيق وإصدار الأوامر.