بلومبرج- ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-
قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية في تقرير لها: إن قادة السعودية مازالوا يصرون على أن تغيير النظام في سوريا هو هدفهم، أما في اليمن، فإن النظام الذي غيروه بالفعل مازال يمثل شوكة في جانبهم.
وأشارت إلى أن السعودية ساعدت في إبرام اتفاق قبل 4 سنوات، أطاح بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح من السلطة، لكن الجيش السعودي الآن متعثر في حرب هناك، و"صالح" يلعب دورًا رئيسيًا في المقاومة ضد المملكة.
وأضافت أن "صالح" تعهد الشهر الجاري بـ"تعليم الغزاة والمرتزقة الجدد وأمراء الحرب درسًا قاسيًا وهزيمتهم".
وذكرت أن الحرب في اليمن ينظر إليها في الغالب على أنها صراع بالوكالة، بين السعودية التي تدعم حكومة معترف بها دوليًا، وبين المتمردين الحوثيين الذين تربطهم علاقات بإيران، وأسقطوا تلك الحكومة.
وتحدثت عن أن "صالح" كان حليفًا سابقًا للسعودية والولايات المتحدة، ولكن في ظل تحالفه الآن مع المتمردين أثبت أنه من الصعب هزيمته، مما يثير التساؤلات عما إذا كانت المملكة قادرة على فرض إرادتها في المنطقة.
ونقلت عن "ستيفن سيش" سفير الولايات المتحدة سابقًا لدى اليمن، أن السعودية تركز بشكل حاد جدًا على كيفية إخراج "صالح" من أي معادلة مستقبلية في اليمن، معتبرًا أن هذا الأمر صعب جدًا، ولا أعرف أن عبد الله صالح سيغادر مطلقًا اليمن.
وأشارت إلى أنه من المنظور السعودي، فإن ما يحدث في اليمن يمثل سابقة قاتمة للحرب السورية المستمرة منذ 5 سنوات، فالمملكة تدعم الثوار الذين يقاتلون للإطاحة ببشار الأسد من السلطة، وتحدثوا مرارًا عن أن "الأسد" انتهى، لكنه مازال هناك، ويبدو أيضًا أنه ينتصر، فالدعم العسكري الروسي للنظام منذ سبتمبر قلب الطاولة.
وأضافت أنه في المعارك السابقة باليمن حارب "صالح" المنتمي للطائفة الزيدية الشيعية، ضد الحوثيين المنتمين لنفس الطائفة إلى جانب السعودية، لكن اليوم أصبح منزله في صنعاء وكذلك منازل أقاربه، هدفًا للضربات الجوية السعودية.
ونقلت عن "جابرييل فوم بروك" المتخصصة في الشأن اليمني بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن، أن تحالف "صالح - الحوثيين" أشبه بزواج المصلحة، فلديهما أعداء مشتركين، مثل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والجنرال علي محسن الأحمر، وكلاهما تخلي عن صالح، مما دفعه للمضي قدمًا في خطة الإطاحة بهما وفقًا لخطة الخليج.
وأضافت "فوم بروك" أن صالح يريد أن يجعل من ابنه رئيسًا لليمن، ويرغب في رؤية سلالة "صالح" تحكم البلاد، ولا يفكر في استعادة حكم البلاد شخصيًا مجددًا.
من جانبه تحدث "جيمس دورزي" المتخصص في الدراسات الدولية بجامعة "نانيانج تكنولوجيكال" في سنغافورة، عن أن التدخل العسكري السعودي في اليمن زاد من عدم استقرار اليمن، وشوه بشكل كبير سمعة المملكة، ويثير التساؤلات حول مهاراتها العسكرية، على الرغم مما تمتلكه من معدات عسكرية ضخمة ومتطورة.