سياسة وأمن » حروب

سلاح الهبة السعودية إلى لبنان حائر بين جيش المملكة والجيش اليمني

في 2016/03/07

خالد المطيري- الخليج الجديد-

بينما أعلن وزير  الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، أمس السبت، أن السلاح الذي كان من المفترض أن تتسلمه لبنان من الهبة السعودية، التي تم الغاؤها الشهر الماضي، سيتسلمه الجيش السعودي، قالت مصادر إعلامية يمنية إن هناك مساعي من قبل المسؤولين في المملكة لتحويل صفقة السلاح إلى الجيش اليمني، الموالي للرئيس «عبد ربه منصور هادي».

ونقل موقع «يمن برس» عن المصادر ذاتها، دون أن يكشف عن هويتها، إن الخارجية السعودية أبلغت الشركة الفرنسية المصنعة للسلاح «تاليس» قبل أسابيع بقرار تجميد «الهبة السعودية» التي كنت مقررة للجيش اللبناني، مع الابقاء على الاتفاقية كما هي، وتأجيل التسليم بعد تغيير شروط العقد، والجهة المستفيدة من الصفقة.

وأضافت المصادر أن مسؤولين في الخارجية السعودية التقوا مع ممثلين للشركة الفرنسية الوسيطة «اوداس» وناقشوا معهم إمكانية تعديل الطرف المستفيد من الهبة السعودية (الجيش اللبناني) إلى الجيش اليمني الموالي لـ«هادي».

وأوضحت أن الشركة الوسيطة تتخوف من تحويل الصفقة لصالح اليمن؛ نظراً لمطالبة البرلمان الأوروبي بحظر بيع الأسلحة للسعودية، فضلاً عن قرار الأمم المتحدة الذي يحظر بيع الأسلحة للأطراف المتقاتلة في اليمن.

وأشارت المصادر إلى أن الشركة الوسيطة «اوداس» أبلغت الشركات المصنعة بأنه ينبغي الانتظار حتى منتصف هذا الشهر قبل اتضاح الموقف السعودي النهائي من الهبة، وماذا كان سيتم تحويلها للجيش اليمني، وطلبت الشركة من المصنعين مواصلة العمل في الاتفاق، لكن عدم تسليم أي جزء من الصفقة الى الجيش اللبناني في ضوء طلب السعوديين تجميد التسليم للبنان.

وكانت صحيفة «السفير» اللبنانية نشرت أنباءً عن أن «باريس تسلمت طلباً رسمياً من الرياض بتسليم الأسلحة التي تم التعاقد عليها إلى السعودية على أن تقرر المملكة في ما بعد الوجهة الأخيرة لها».

وبينما لم يصدر تأكيد أو نفي سعودي لأنباء تحويل أسلحة الهبة اللبنانية إلى الجيش اليمني، قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، أمس السبت، إن جيش المملكة سيتسلم أسلحة فرنسية تم طلبها في الأصل من أجل لبنان، دون تفاصيل أخرى بخصوص هذا الأمر.

وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزما متصاعدا منذ اتخذت السعودية قرارا، الشهر الماضي، بوقف برنامج مساعدات للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، ويشمل تزويده أسلحة فرنسية؛ احتجاجا على «المواقف اللبنانية المناهضة للمملكة على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة»، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس».

وتوالت القرارات التصعيدية مثل منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطرد لبنانيين يعملون في دول خليجية، والتهديد بسحب ودائع مصرفية خليجة في لبنان، وصولا الى تصنيف «حزب الله» من قبل مجلس التعاون، أمس، بأنه «منظمة إرهابية».

وتأخذ السعودية على لبنان امتناعه عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لوزراء خارجية جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي في يناير/كانون الثاني الماضي مهاجمة محتجين للسفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.