الباحث: علي ابراهيم مطر- راصد الخليج-
المقدمة
تعتبر خلافات الدول الحدودية من أهم وأعقد المنازعات الدولية، وقد كانت ولا تزال مصدراً رئيسياً للنزاعات بين الدول، وتشكل بؤرة توتر في العلاقات بينها، وهي مشكلة عامة تتعلق بسيادة كل دولة مع غيرها من الدول المجاورة.
لقد مرت الحدود السياسية التي تشكل فواصل بين أقاليم الدول المتجاورة بعدة مراحل سبقت نشوء الدولة بمفهومها الحديث. وكان لنشأة الدولة الحديثة بعناصرها الأساسية من شعب وإقليم وسلطة سياسية من ناحية، وتداخل العلاقات بين الدول وسهولة الاتصال فيما بينها من ناحية أخرى، أثر في اهتمام الدول بضرورة التوصل إلى تحديد دقيق وكامل للحيز المكاني الذي يحق لكل منها أن تمارس عليه سيادتها.
لذلك تعتبر قضايا الحدود من المشاكل بالغة الحساسية، وقد صاحبها مشاكل ونزاعات عديدة في منطقة الشرق الأوسط عموماً وشبه الجزيرة العربية خاصة، ومن بينها النزاع السعودي ـ اليمني، نظراً لصراع المصالح أو بالأحرى المطامع، المستندة إلى ما يسمى بالسيطرة والنفوذ على منطقة من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم، ما يعطي القضية التي نحن بصدد دراستها أهمية كبيرة، سيَّما وأن الأطماع السعودية في السيطرة على اليمن ولو من خلال السلطة أدت إلى شنها حروباً عدة على الشعب اليمني كان أكثرها ضراوةً الحرب الأخيرة. وقد استمر النزاع السعودي اليمني محور اختلاف يؤثر على العلاقات بين البلدين ومع الجيران ودول الإقليم.