"سيناريو الموجة البشرية" باقتحام نصف مليون إيراني قسريا وعنوة للحدود العراقية يعود ليهدد الحدود الجنوبية السعودية عبر جماعة الحوثي التي هددت باجتياح بشري للحدود مع الرياض، ويحمل هذا التهديد عدة مؤشرات، أهمها أن هذا التهديد يعني محاولة للضغط على السعودية أثناء المفاوضات وتعظيم مكاسبها، وقد يكون مجرد حرب نفسية، أو أن إيران تخطط لمحاصرة السعودية في حدودها الشمالية بحشود بشرية إيرانية، ومن الجنوب بحشود حوثية يمنية، لفرض تركيبة ديموغرافية جديدة للمنطقة لصالح المكون الشيعي يساهم في خلخلة واحتلال دول المنطقة.
تأتي التهديدات الحوثية لتكشف عن محاولة خرق الحدود السعودية الجنوبية، ومن المحتمل أن يكون ضمن عناصر المقتحمين عناصر من ميلشيات إيرانية أو شيعية أو الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله أو مرتزقة، ما يعني أن هذه الموجة البشرية قد تكون بداية إعلان حرب برية ضد السعودية تستبق الحرب البرية للتحالف العربي بقيادة الرياض لتحرير صنعاء من الانقلابيين؟
الحوثي يهدد باجتياح بشري للحدود
هدد قيادي كبير في جماعة الحوثيين المملكة العربية السعودية بالاجتياح في حال انهيار الاقتصاد اليمني بشكل كامل.وقال صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للجماعة، في بيان نشرته المواقع التابعة للجماعة إن «27 مليون يمني سيأخذون أقواتهم من على شفرات سيوفهم وإن آلاف الكيلومترات من الحدود مع جارتهم الكبرى لن تكون بمنأى عن أي تداعيات اقتصادية يهدف العدوان إلى تحقيقها" على حد زعمه.
يأتي هذا التهديد بعد فشل كل محاولات الجماعة في إيقاف الانهيار المتسارع للعملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية، فيما اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية المتمردين بتخريب الاقتصاد اليمني ونهب مليارات البنك المركزي وتجييره لصالح الانقلاب فضلا عن تعطيل الإنتاج وتدمير البنية التحتية والصناعية للدولة اليمنية.
وحذر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام من أن المتمردين قد يشكلون حكومة في صنعاء التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر 2014، في حال لم يتم التوصل إلى حل عادل في مشاورات الكويت.
وقال في تغريدة عبر «تويتر»، "ينتظر اليمنيون الحل العادل وإذا تعثر بات على القوى الوطنية المناهضة للعدوان (في إشارة إلى التحالف) أن تسُد الفراغ بتشكيل حكومة لخدمة الشعب اليمني ومواجهة التحديات."
من جهته أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد أن وفدي الحكومة والمتمردين اقتربوا من التوصل إلى «انفراج شامل» في مشاورات السلام في الكويت، قبيل تقديمه إحاطة أمام مجلس الأمن.
استنساخ نموذج الموجة البشرية بالعراق
هل يحاول الحوثي على حدود السعودية الجنوبية استنساخ تجربة إيران التي اقتحمت الحدود العراقية، فقد حذر مراقبون من تكرار سيناريو الموجة البشرية الذي بدأ في بداية ديسمبر 2015 ، لتحقيق حشد كثيف للإيرانيين داخل العراق، قد يسهل تصديرهم فيما بعد لدول مجاورة، وبخاصة السعودية التي لديها حدود مشتركة مع العراق فقد حذر أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله النفيسي، من أن ما حدث على الحدود العراقية-الإيرانية بعد اقتحام نصف مليون إيراني أرض العراق هو (تجريب) لإستراتيجية "الموجة البشرية".
وحذّر دول مجلس التعاون عبر صفحته بـ "تويتر" قائلاً: تدرس إيران إمكانية تطبيق سيناريو (الموجة البشرية) على دول التعاون عبر اليابسة العراقية و"ربعنا واحد يعض الثاني".
كان العراق قد وجّه اللوم لإيران، في حالة نادرة بعد اقتحام نحو نصف مليون زائر إيراني أحد المعابر الحدودية ودخول البلاد من دون تأشيرات عبر معبر "زرباطية" الحدودي؛ في بداية ديسمبر 2015 ، الأمر الذي أسفر عن تحطيم البوابات وإصابة أفراد من حرس الحدود العراقي، في مواجهة علنية بين الدولتين الجارتين.
واتهمت وزارة الداخلية العراقية، الزوّار بالتدفق عبر المعبر الحدودي عمداً من أجل الضغط على القوات الأمنية للسماح لهم بالدخول بطريقة غير مشروعة، وقالت إن حرس الحدود امتنع عن ممارسة الحق في استخدام القوة ضدّهم.
الحشد الشعبي يهدد الحدود السعودية
المثير للقلق أن اقتحام الحوثي بموجات بشرية حوثية يعني تطويق المملكة العربية السعودية والتي تعاني من تنامي تواجد ميلشيات الحشد الشعبي على حدودها الشمالية بذريعة محاربة داعش، فقد أقر المتحدث الأمني باسم غرفة عمليات بغداد زيد الأسدي، بحسب صحيفة عكاظ في 7 مارس 2016 ، بوجود الحشد الشعبي على الحدود السعودية في بلدة النخيب، إلا أن وجوده يتعلق بقتال التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، معتبرًا المساس بأمن وحدود المملكة خطًّا أحمر، وأن القيادات العراقية بكل أطيافها تشدد لمقاتلي الحشد على عدم الاقتراب من حدود المملكة، وحصر مهمتها في قتال داعش فقط.
ولم يًنْفِ الأسدي وجود آليات عسكرية مدرعة متطورة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة في الصحراء المتاخمة للأراضي السعودية، إلا أنه أكد سيطرة القوى العراقية على هذه الأسلحة، مضيفًا أن وجود مثل هذه الأسلحة أمر يحتاج إلى فهم الحالة العراقية التي أصبحت سوقًا مليئة بالسلاح؛ بسبب اندفاع الكل لمحاربة داعش.
لماذا الحدود السعودية
فيما قالت مصادر عراقية مطلعة لصحيفة "عكاظ" إن الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني يسعيان إلى الدفع بتنظيم داعش إلى الهرب نحو الحدود السعودية العراقية؛ من أجل تبرير انتشارهما في المناطق الحدودية، وأضافت المصادر أن حجم السلاح الذي تنشره في المناطق الحدودية يفوق الاحتياجات البشرية والعسكرية في مواجهة التنظيم، مؤكدةً أن انتشار الحشد الشعبي في المناطق الحدودية يشكل خطرًا مستقبليًّا؛ إذ إن هذه الجماعات لا تتبع الحكومة العراقية، بل تتبع قيادات طائفية تنفذ أجندة إيرانية.
من جهته قال الخبير السياسي عطيان يوسف رد على الأسدي، بالقول إن "هناك شهود عيان على تخزين السلاح الإيراني في منطقة النخيب، لافتا إلى أن هناك أدلة ملموسة سيتم الكشف عنها في الأيام القادمة عن تورط إيران في عمليات نقل وتخزين سلاح قرب الحدود السعودية العراقية.
وأكد في تصريح إلى «عكاظ» وجود فرق خاصة من الحرس الثوري الإيراني في منطقة النخيب، مدججة بالسلاح تحت غطاء الحشد الشعبي العراقي، لافتا إلى أن إيران تحاول أن تسيطر على الحدود العراقية وإيذاء دول الجوار باعتبار الحدود من أهم القضايا السيادية لأية دولة.
شؤون خليجية-