أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور محمد قرقاش، خلال محاضرة أقيمت في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، بحضور سموه، انتهاء العمليات العسكرية بالنسبة إلى القوات الإماراتية في اليمن، لافتاً إلى أن الإمارات ترصد الترتيبات السياسية، ودورها الأساسي حالياً تمكين اليمنيين في المناطق المحررة.
وقال إن «نجاح المسار السياسي بات قريباً، وذلك بعد أن نجحت العمليات العسكرية في التأسيس السليم والمتين لخطوط سير هذا المسار، الذي يعد جزءاً من الأهداف المرجوة، إلى جانب عودة الشرعية إلى الأراضي اليمنية، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي».
وأكد قرقاش أن أبرز الأهداف المرجوة من العملية العسكرية في اليمن، إفشال انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية اليمنية، والسعي إلى عودة المسار السياسي المتفق عليه دولياً، مشيراً إلى أن أمن واستقرار اليمن يعتبران جزءاً من أمن واستقرار المنطقة.
شهد المحاضرة، التي أقيمت تحت عنوان «الإمارات والتحالف وأزمة اليمن: القرار الضرورة»، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل القبيسي، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي في أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة.
وقال قرقاش إن بناء اليمن الجديد سيكون بأيادٍ يمنية، ومن دون أي تدخلات خارجية، وإن المسار الذي يسيرون فيه اليوم يشرك الأطراف كافة، ولا يقصي أي جهة، مؤكداً استمرار الدعم الذي تقدمه الإمارات لشعب وحكومة اليمن، الذي اعتبره جزءاً من التزامات الدولة تجاه الأشقاء العرب، التي أرسى قواعدها، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، «رحمه الله»، والتي مازالت مستمرة، وستبقى بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي.
وأفاد بأن «القرار الضرورة جاء بعد تعثر المفاوضات بين أطراف الخلاف، وعدم إيفاء الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، والحوثيين بتعهداتهما، وذلك بعد أن اتفقت جميع الأطراف على علاج الوضع السياسي في اليمن وبناء حكومة وفاق وطني.
وشرح أن «الاجتياح الحوثي المفاجئ، وانقلابه على الحكومة الشرعية، وسيطرته على مؤسسات العاصمة، جاءت جراء الدعم الخارجي، والعلاقة مع علي عبدالله صالح»، مشيراً إلى أن «قرار التدخل العسكري جاء بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن بعد حدوث ذلك كله، وبعد التدخل الإيراني الواضح في المنطقة، وبعد كشف النويات السيئة للحوثيين، الذين كانوا قد نصبوا قواعد صاروخية باتجاه مدن سعودية».
وأضاف أن «القرار كان عربياً بامتياز، ونواته القيادية والعسكرية عربية أيضاً، وذلك لإيمان دول التحالف العربية بضرورة تكاتف الجهود وتضافرها في تحمل مسؤولية أكبر تجاه أمن المنطقة»، مؤكداً أن «القيادة السعودية للتحالف العربي، والدور الإماراتي الحيوي، ينقذان اليمن ومستقبله، ويمثلان إطاراً واعداً يضمن أمن الخليج العربي في فترة حرجة، وإن الوقفة الشجاعة للملك سلمان بن عبدالعزيز أمام تحدي اليمن، والاستجابة الإماراتية الصادقة، أعادتا هيكلة المشهد الاستراتيجي في الخليج العربي بشكل إيجابي».
وقال قرقاش إن «عاصفة الحزم حققت الأهداف المرجوة منها، وبفضل جهود جنود الحق تمكنّا من ردع التدخل الإيراني في المنطقة، ومنعنا من إقامة «حزب الله» في جنوب الجزيرة العربية، وكان البناء السياسي للتحالف، الذي أدارته الرياض باقتدار، قد رسم الأهداف الضرورية من دون التوسع فيها، الأمر الذي أوجد إطاراً استراتيجياً يدرك التحولات الدولية والإقليمية التي يعيشها العالم والمنطقة.
وأضاف أن «الوقوف مع الرياض هو حجر الأساس في المحافظة على أمن المنطقة، وإن أمن المملكة العربية السعودية جزء من أمن الإمارات، وأمن الإمارات جزء من أمن السعودية، وهذه الحال تنطبق على دول مجلس التعاون الخليجي كافة»، مضيفاً أن «مستقبل اليمن ونجاح مسيرته السياسية يهمان جميع دول الخليج، والأهداف التي نتطلع لها واحدة».
وأكد قرقاش «الأداء السياسي والعسكري للإمارات فاجأ المراقبين، وكان السند الأساسي للسعودية والتحالف في هذا الامتحان العسير».
وقال إن هناك انتصارات كثيرة، يصعب الحديث عنها، مشيراً إلى أن قيادة دولة الإمارات لم تفاجأ بما قدمه جنودنا البواسل من تضحيات وبطولات من أجل إعلاء الحق والشرعية، حيث قدموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة في سبيل ذلك، وذلك يعود إلى البناء السليم للمؤسسات العسكرية الإماراتية التي يعود الفضل في صلابة بنائها إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، إذ أسس سموه لها نظاماً عسكرياً عالمياً بكل معنى الكلمة.