رغم أن الكويت، تبرعت بأكثر من نصف مليار دولار لتحسين أوضاع اللاجئين السوريين، إلا أنه عندما يصل الأمر لاستقبال لاجئين، فإن الكويت توصد أبوابها في وجههم، كما تفعل غيرها من الدول الخليجية.
الباحث السياسي، «شفيق الغبرا»، قال إنه منذ اندلاع نيران الحرب الأهلية في سوريا لم يصل إلا القليل من اللاجئين إلى الكويت، وتتم معاملتهم هنا كما لو كانوا عمالا.
وأضاف: يسمح للسوريين الحاصلين على عقود عمل بدخول الكويت، أو لعائلة من يعمل في الكويت، غير ذلك لا يسمح لأحد من السوريين بالدخول.
ولكن الكويت ليست وحدها من يفعل ذلك؛ فدول الخليج الأخرى لا تستقبل لاجئين، ويعزو «الغبرا» ذلك إلى البعد الجغرافي بين سوريا ودول الخليج وإلى البنية السكانية.
وتابع: «ليس للكويت حدودا مع سوريا ولذلك لا تواجه الكويت هذه المعضلة بشكل كبير.. أمر آخر لا يجب نسيانه، وهو أن 40% من سكان الكويت هم مهاجرون إلى الكويت، وليسوا بكويتيين»، بحسب «دويتشه فيلة».
وتبرعت الكويت بالكثير من الأموال لصالح اللاجئين، ففي السنة الماضية وحدها، تبرعت الكويت بما يقارب نصف مليار يورو.
وفي عام 2014 كُرمت الكويت على كرمها وانخراطها في قضية اللاجئين من جهات على قدر كبير من الأهمية كالأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون».
واستضافت الكويت عدة مؤتمرات للدول المانحة لسوريا، غير أن «هند فرانسيس» من مركز الدراسات الكويتي، »الرأي للدراسات الإستراتيجية والبحوث»، تعتقد أن ذلك غير كاف.
وقالت: »أعتقد أن ما يحتاجه اللاجئون وبشكل عاجل وطنا وليس مالا.. يحتاج اللاجئون فرصة لبدء حياة جديدة مع عائلاتهم ويعيشوا مثل باقي الناس. أرى أنه يتوجب على دول الخليج استقبال المزيد من اللاجئين، وهذه الدول قادرة على ذلك بالفعل».
بخلاف الكثير من الدول الغربية، لم توقع الكويت وقطر والبحرين وعمان والإمارات العربية المتحدة على «اتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين»، وهي التي تبنتها الأمم المتحدة منذ عام 1951، كما أن دول الخليج لا تعتبر نفسها بلاد هجرة واستقرار، بل مجرد بلاد تستقبل، ولوقت محدود، اليد العاملة.
حتى أن «هند فرانسيس» نفسها، المنحدرة من أب وأم لبنانين، لا تحصل بشكل أوتوماتيكي على الجنسية الكويتية، على الرغم أنها ولدت ونمت وترعرعت في الكويت.
وكالات-