أجلت جماعة الحوثي مساء الثلاثاء إعلان تشكيلة المجلس السياسي الذي أعلن عن تأسيسه الأسبوع الماضي، وذلك بعد جهود دولية واتصالات ساهمت فيها سلطنة عُمان.
وأكدت مصادر سياسية يمنية في صنعاء، لصحيفة العربي الجديد، أن الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع، «علي عبدالله صالح»، كانا يستعدّان الثلاثاء لإعلان تشكيل المجلس السياسي، الذي اتفق الطرفان على تأسيسه يوم الخميس الماضي ليتسلم السلطة في البلاد، على الرغم من الرفض الإقليمي والدولي الذي واجهه الاتفاق، واعتباره تهديداً للمسار السياسي السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة في الكويت.
ووفقاً للمصادر، «بدأت استعدادات إعلان المجلس يوم الإثنين، وجرى إبلاغ العديد من الصحفيين بالحضور إلى مقر القصر الجمهوري، حيث كان من المقرر أن تتم فعالية إعلان تشكيل المجلس، إلا أن الحوثيين أبلغوا المدعوين بعد حضورهم إلى القصر بتأجيل الإعلان».
وكشف مصدران مقرّبان من الجماعة أن «التأجيل جاء بعد ضغوط واتصالات دولية، منها جهود تولّتها سلطنة عُمان، التي تعمل كوسيط مع الطرفين منذ تصاعد الأزمة اليمنية، وطلبت وقف إعلان المجلس. كما تمّ إجراء اتصالات من مجموعة سفراء الدول الـ18 المعتمدين لدى اليمن، الذين يشرفون على المشاورات».
وعقب تأجيل الإعلان، عقد اجتماع في الكويت لوفد الحوثيين وحزب المؤتمر، مع مجموعة السفراء التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ودول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، ودولاً أخرى.
وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، (كونا)، أن الجانبين بحثا خلال اللقاء الذي حضره المبعوث الأممي، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، مستجدات مشاورات السلام، لا سيما ما يتعلق بالمقترح الذي عرضه المبعوث على الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي، من خلال خريطة طريق تُبنى على الأرضية المشتركة التي تم التوصّل إليها خلال الأسابيع الماضية.
من جهة أخرى، ألمحت مصادر رسمية تابعة للحوثيين عن تنازل الجماعة عن سلطتهم الانقلابية، عبر ما يسمّى اللجنة الثورية العليا التي يترأسها «محمد علي الحوثي»، لصالح المجلس السياسي.
وكانت اللجنة بمثابة سلطة الأمر الواقع العليا وفقاً لإعلان الجماعة الانقلابي (الإعلان الدستوري)، الصادر في 6 فبراير/شباط 2015، ومثّل صدوره في حينه، خطوة قفزت بالعملية السياسية إلى اللاعودة ومهدت للحرب الواسعة.
وفيما بدا إعلان توديع للجنة، أصدر الناطق الرسمي للحوثيين، ورئيس وفد الجماعة المفاوض في الكويت، «محمد عبدالسلام»، بياناً مساء الإثنين يشيد بأدوارها، وقال «نعبّر عن شكرنا البالغ للجنة الثورية ورئيسها محمد علي الحوثي، على الدور الذي قاموا به وعلى الشجاعة التي تحلوا بها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومعالجة الاختلالات حتى بدء التوافق السياسي الوطني أخيراً (الاتفاق بين الجماعة وحزب المؤتمر المتحالف معها)».
على صعيد متصل، كشف مصدر يمني مرافق للمشاركين في المشاورات ، أن «لقاءً عُقد على هامش مفاوضات الكويت بين ممثلين عن الحوثيين، ومنهم رئيس وفد الجماعة، محمد عبدالسلام، وبين السفير السعودي المعتمد لدى اليمن، محمد سعيد آل جابر، وتناول اللقاء التصعيد الحاصل في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية»، ولم يعلن الطرفان تفاصيل رسمية حول اللقاء.
ويأتي اللقاء، الذي عُقد الإثنين، بعد تدهور التفاهمات السعودية الحوثية، في المناطق الحدودية، وانهيار الهدنة التي بدأت أوائل مارس/آذار الماضي، وشهدت المناطق الحدودية بين السعودية ومعاقل الحوثيين (صعدة) مواجهات وغارات متفرقة في الأيام والأسابيع الأخيرة. إلا أن عودة اللقاءات مؤشر إيجابي على احتمال عودة التهدئة مجدداً.
وكان «ولد الشيخ» قد أعلن السبت، تمديد مشاورات السلام اليمنية لأسبوع إضافي، بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها مع الوفود المشاركة فيها.
وأعلن الحوثيون وحزب المؤتمر الخميس عن تشكيل مجلس سياسي لحكم اليمن، في تطور جديد للوضع السياسي بالبلاد.
وبحسب نص الاتفاق، يتألف المجلس الذي أطلق عليه المجلس السياسي الأعلى، من 10 أعضاء تمثل فيه جماعة الحوثي وحزب «علي صالح» بالتساوي.
وينص الاتفاق على أن تكون رئاسة المجلس دوريةً بين حزب صالح والحوثيين، ويسري الأمر ذاته على منصب نائب رئيس المجلس.
وكالات-