هنالك مثل ألماني لهينري مينكين يقول "الحرب والحب من السهل أن يبدآن ومن الصعب أن ينتهيا" من المهم علينا أن نعلم بأن المفاوضات السياسية هي أفضل الحلول لإنهاء أي صراع والمفاوضات يجب بطبيعة الحال أن تعتمد على قواعد دبلوماسية صلبة وأطر تفاهم مسبقة. المشكلة في اليمن هي أن الطرف غير الشرعي والمتمثل بالحوثي وصالح يعتمدان بشكل كبير على عامل الوقت وسياسة النفس الطويل. كثرت الأنباء في الفترة الأخيرة عن إحتمالية دخول دول التحالف إلى صنعاء بعد فشل مفاوضات الكويت والتي تم تمديدها لإسبوع واحد وأخير.
من الواضح أن السعودية تبذل مع حلفائها كل الجهود لإنهاء الأزمة اليمنية بأقل الخسائر ولكن هنالك ثلاثة عوائق حقيقية، على رأسها هو عدم تضامن المجتمع الدولي المتمثل بالأمم المتحدة مع الشرعية اليمنية بشكل مهني ومنصف ، فلم نسمع ولو حتى تصريح قوي اللهجة ضد ميليشيات صالح والحوثي والمجازر التي ارتكبوها في أبرياء اليمن، بل على العكس، لا تتوانى الأمم المتحدة لأسباب مجهولة ومعروفة بعض الأحيان في الإستمرار على إنتقاد دول التحالف التي لايمكن لأي جهة أن تشكك في شرعية أعمالهم العسكرية والأمنية والانسانية لتطبيق القرارات الأممية التي خرجت من نفس المنظمة. العائق الثاني ، يتمثل في تبدل الولاءات القبلية في اليمن من خلال العمل على سياسة " أنا مع من غلب" وصالح يعمل بشكل ذكي في هذا النطاق، أما العائق الثالث، يتمثل في أن السعودية ودول التحالف لايريدان أن يكون هنالك خسائر بشرية في عملية تحرير صنعاء ويريدون أن ينهي اليمنيون أزمتهم الداخلية بأنفسهم ولو بتنازلات معقولة من الطرفين.
الأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت، رغم أنه انحصرت مؤخرا أفكار حل الأزمة اليمنية في مسارين، مسار المفاوضات السياسية ومسار القوة العسكرية. أعتقد بأنه علينا التفكير في مسار ثالث وجديد.
حل الأزمة اليمنية برأيي وفي هذه المرحلة بالتحديد ليس سياسيا ولا حتى عسكريا بل استخباراتيا.
أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تقوم دول التحالف بالضغط الدبلوماسي على الولايات المتحدة لتوسع من حجم تعاونها الاستخباراتي. علي عبدالله صالح هو الشخص الوحيد الذي بزواله ستسقط أحجار الدينمو الإنقلابية. فالقبائل الموالية له سيبحثون بعد رحيله عن وسائل للإرتماء في حضن الشرعية لأنها هي الضمانة الوحيدة للدخول في النسيج السياسي الأصيل لليمن، والحوثيون سيتبعثرون ويتنازلون، فالإرث العسكري والأسلحة والمال والولاءات مرتبطة بصالح وليس بالحوثيين، خصوصا بعدما تم التضييق عليهم وخنق مواردهم العسكرية المالية التي كانت تأتي لهم من إيران.
بإختصار شديد، حل الأزمة اليمنية يتمثل رغم صعوبته النسبية عمليا وبساطة مفهومه نظريا في تحديد موقع صالح إستخباراتيا وتخليص اليمن من شروره. فصالح لايهمه إن كان على حق أو لا فهو يؤمن من حيث يعلم أو لا يعلم بالمثل الفرنسي لبيرتراند راسل " الحرب لا تحدد من هو صاحب الحق ، وإنما تحدد من يبقى".
سلمان الأنصاري- cnn بالعربية-