في الوقت الذي يتابع فيه الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» التقدم على عدد من الجبهات الحدودية، ارتفعت أصوات سعودية مستاءة من أداء القوات اليمنية الموالية لعبد ربه منصور هادي و«التحالف» في المعارك الحدودية، لا سيما بعد التراجع في ميدي شمالي غربي البلاد
تصاعدت وتيرة العمليات القتالية التي ينفذها الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» ضد معسكرات الجيش السعودي ومواقعه في عسير ونجران وجيزان في الأيام الماضية، حيث شهدت هذه المناطق عمليات عسكرية مختلفة، بدءاً من هجومات عدة إلى الكمائن وعمليات القنص.
وتقدمت القوات اليمنية في أكثر من جبهة في جغرافية متفاوتة بين جبال نجران الشاهقة وتباب عسير ووديان جيزان الخضراء، كذلك شهدت صحراء ميدي أخيراً محاولات متكررة من قبل مقاتلين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي و«التحالف» لاستعادة ما فقدوه من سيطرة على مناطق استراتيجية حساسة في ساحل البحر الأحمر تجاه الشمال الحدودي بين البلدين.
فعلى أثر التراجع المتتالي لأتباع هادي ونائبه علي محسن الأحمر في ميدي (شمالي غربي اليمن)، ارتفعت أصوات من داخل النظام السعودي للمطالبة بوقف المساعدات السعودية إلى تلك القوات أو تقليصها إلى حدودها الدنيا، وهو ما دفع بقيادات عسكرية يمنية موجودة في الرياض وفي معسكرات سعودية داخل جيزان إلى التعهد للجانب السعودي باستعادة كل الأراضي والمواقع التي خسرها مقاتلوهم خلال معارك الأيام الماضية في ميدي. ويؤكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» معلومات تبيّن حجم الخيبة السعودية من أداء المقاتلين الموالين لهادي في المنطقة الغربية الشمالية. وأضاف المصدر أن لغة الجانب السعودي مع القيادات اليمنية الموالية لهادي «بلغت حداً لم تصله من قبل».
بالتزامن، تصدّى الجيش اليمني لمحاولات تقدم عدة من قبل مقاتلين موالين لهادي خسروا خلالها عشرات القتلى لا تزال جثثهم على رمال ميدي. ويتم نقل المجندين من داخل المعسكرات السعودية عبر زوارق بحرية إلى شواطئ مدينة ميدي ومينائها بالتوازي مع قصف البارجات الحربية المنتشرة على بُعد مسافات من شاطئ ميدي بعشرات القذائف باتجاه مواقع مفترضة للجيش و«اللجان الشعبية» المسيطرين على المدينة الساحلية.
يأتي هذا في ظل الحديث عن استعدادات السعودية للزج بمئات المجندين من أبناء الجنوب اليمني للقتال في جبهات «الحد الجنوبي». وأكدت مصادر محلية يمنية وصول المئات من المجندين إلى منفذ الوديعة حيث يجري تسجيلهم.
وكانت السعودية قد نفت في وقت سابق استقدامها لمجندين من جنوبي اليمن، غير أن مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد وصول المئات وتسجيلهم بهدف القتال تحت قيادة ضباط سعوديين.
وتحاول السعودية اختراق الحدود اليمنية في جانبها الغربي من خلال الزج بآلاف المجندين والمرتزقة ممن استبدلت جنودها بهم بهدف تخفيف الضغط على بقية جبهاتها، وخصوصاً في منطقة الخوبة التي شهدت أخيراً تقدماً كبيراً للقوات اليمنية من محورين جديدين هما محور أسفل جبل الشبكة باتجاه وسط مدينة الخوبة ومحور الجابري ــ الخشل. هذا المحور افتتحه المقاتلون اليمنيون في معارك الأيام الأخيرة بالسيطرة على موقع الفريضة المقابل لجبل ملحمة لجهة الشمال، والمشرف على قُرى الجابري، وجميعها مناطق تنتشر فيها القوات السعودية بكثافة. وقد ذكرت مصادر ميدانية عسكرية تمكن المدفعية اليمنية من استهداف مواقع ومعسكرات سعودية واقعة ضمن جغرافيا قطاع الخشل إلى الشرق من مدينة الخوبة، ما يُشير إلى نجاح جديد يُضاف إلى نجاح اليمنيين في التصدي لعشرات الهجمات السعودية لمحاولة استعادة ما سيطر عليه الجيش اليمني و«اللجان» فترة قبل أيام عيد الأضحى، بالرغم من شنّ الطائرات الحربية السعودية حوالى 300 غارة ساندت تحركات الجنود السعوديين.
يحيى الشامي- الاخبار اللبنانية-