تواصل الولايات المتحدة الضغط على وفد صنعاء للقبول بخطة وزير خارجيتها جون كيري وبها كوسيط للمضيّ بالمفاوضات المعلّقة، في الوقت الذي يتمسك فيه الوفد الذي يمثل الطرفين التي أعلنت السعودية وحلفاؤها الحرب عليهما، باعتبار واشنطن «رأس حربة» في العدوان المستمر.
وبرزت في اليومين الماضيين أنباء عن جولة كبيرة لقياديين وأعضاء من حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى دولٍ عربية وغربية في إطار بحث خطة كيري.
وبعدما كانت الأمم المتحدة قد وعدت بنقل المفاوضين، أعضاء وفد صنعاء، الذين لا يزالون عالقين في العاصمة العُمانية مسقط، على متن طائرتها إلى مطار صنعاء الدولي وحصلت على تصريح من المطار لأجل ذلك، نقلت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» اتهامات موجهة من الوفد إلى الولايات المتحدة بالوقوف خلف إعاقة عودته إلى اليمن. ونشرت وسائل إعلامية يمنية أمس، «استمارة» قالت إنها سُلّمت من الأمم المتحدة لتعبئتها من قبل الوفد والتوقيع عليها كشرط للصعود على الطائرة، وهو ما تم رفضه تماماً بحسب المصادر باعتبار أن ما تضمنته الاستمارة يحمل شروطاً تعجيزية لإعاقة عودة الوفد، مثل تنصّل الأمم المتحدة من مسؤولية الرحلة، ما يجعلها مجهولة العواقب وربما الوجهة أيضاً.
وفيما أكد رئيس وفد حركة «أنصار الله» والمتحدث باسمها، محمد عبد السلام، في تصريحات صحافية أخيرة رفض تسلم أي خطة للحل في اليمن، من الولايات المتحدة أو من أي طرف آخر عدا الأمم المتحدة، أشارت المصادر إلى أن ثمة علاقة بين مواقف الوفد الرافضة للوساطة الأميركية والإعاقات المتكررة لعودته.
المصادر أوضحت أن وفد صنعاء يعتبر عودته جزءاً من التزامات الأمم المتحدة، لكنه في الوقت نفسه يفهم النفوذ الأميركي على قرار المؤسسة الدولية باعتبار «أن ذلك ليس جديداً». وبحسب المصادر، يرى الوفد أن واشنطن تستغل موضوع العودة لابتزازه بقبول خطة كيري التي يعتبرها «فخاً يحمل أهداف العدوان»، فضلاً عن موقفه الرافض لوساطة الولايات المتحدة في حل الأزمة اليمنية لكونها «تقود العدوان وتديره»، بحسب تصريحات عبد السلام الأخيرة.
على مقربة من ذلك، تحدثت وسائل إعلامية نقلاً عن مصادر مطلعة عن تنسيق سرّي يجري بين وفد حزب «المؤتمر الشعبي العام» والأميركيين، الهدف منه إمرار خطة كيري. وبحسب المعلومات، فإن زيارات مكوكية نفذها عدد من أعضاء وفد «المؤتمر» تصب في الاتجاه التنسيقي نفسه، من دون أن يتضح بعد مضمون ما جرى بحثه في تلك الزيارات ولا موقف «أنصار الله» من تلك الجولة وأهدافها.
المصادر أكدت لـ«الأخبار» صحة حدوث تلك الزيارات، وأبرزها زيارة رئيس الوفد عارف الزوكا السرية للإمارات خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع زيارة كل من القيادي في الحزب ياسر العواضي إلى الأردن ووزير الخارجية السابق أبو بكر القربي إلى بريطانيا والعضو في «المؤتمر» يحيى دويد إلى القاهرة، مشيرةً إلى أن إعاقة عودة الوفد إلى صنعاء من قبل الولايات المتحدة لها علاقة بتلك التحركات وذلك لإعطائها فرصة لتثمر.
في هذه الأثناء، وعلاوة على تقييد دورها في نقل المفاوضين برعاية الأمم المتحدة، برزت حملة خليجية على سلطنة عُمان التي تواجه انتقادات إعلامية خليجية وسعودية على خلفية موقفها من العدوان واستضافتها للوفد المفاوض. ونقلت صحيفة «الحياة» السعودية عن القيادي في حزب «الإصلاح» ومحافظ مأرب الموالي للتحالف سلطان العرادة حديثه عن «إحباط محاولة تهريب أسلحة ومتفجرات من محافظة حضرموت إلى مأرب في طريقها إلى صنعاء كانت تحملها شاحنات لوحاتها عُمانية الشهر الماضي».
وكالات-