عاودت الإمارات، في الساعات الأولي من صباح اليوم الأربعاء، التأكيد على أن السفينة التي هاجمها الحوثيون قرب ميناء عدن، السبت الماضي، ليس لها أي صفة عسكرية، وهي سفينة مدنية تنقل منذ عام مساعدات إغاثية لليمنيين.
جاء ذلك في بيان للخارجية الإماراتية صدر بعد وقت قصير من تصريحات صحفية أدلى بها «فرحان حق»، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، اليوم الثلاثاء، وقال خلالها إن السفينة الإماراتية، التي هاجمها الحوثيون، «لم تكن للمساعدات الإنسانية»، مكذبا رواية «التحالف العربي» في هذا الخصوص.
وقالت الخارجية إنها «تؤكد أن السفينة المدنية (سويفت) سفينة نقل تساهم في نقل المساعدات والجرحى اليمنيين ونقل الركاب، وهي سفينة غير مسلحة، ولا يتوفر لها أي نوع من الحماية العسكرية المسلحة، وتستخدم الممر الدولي المائي في باب المندب كباقي السفن المدنية والتجارية، وتقوم برحلات اعتيادية إلى عدن منذ عام، وأن طاقم السفينة من المدنيين بالكامل».
وأضافت الوزارة أن السفينة «سويفت» «تتبع شركة الجرافات الوطنية الإماراتية، وليست لها أي صفة عسكرية، وهذا ما يؤكده عدم قدرتها على رد الهجوم الذي تعرضت له في ممر ملاحي دولي، محكوم بأعراف ومواثيق تضمن حرية الملاحة في الممرات الدولية».
وحذرت من أن «استهداف السفينة المدنية سيكون له انعكاسات خطيرة على حرية الملاحة؛ إذا ما استمرت مليشيات الحوثي و(الرئيس السابق على عبدالله) صالح بانتهاج أساليب القرصنة البحرية، واستهداف السفن المدنية المخصصة لنقل المساعدات والجرحى، بهدف تعميق معاناة الشعب اليمني واستخدامه كورقة تتلاعب بها لتحقيق مكاسب وهمية حتى ولو على حساب أبناء وطنها».
وذكر البيان أن طاقم السفينة مكون من 24 مدنيا ينتمون إلى ست جنسيات، موزعين على النحو التالي: 10 هنود، و7 أوكرانيين، و4 مصريين، ومواطن ليتواني، وفلبيني، وأردني، ويتلقى معظم طاقم السفينة العلاج في الدولة؛ حيث «تعرضوا لإصابات جراء الهجوم السافر على السفينة سويفت» .
وأفاد بأن السفينة «سويفت» «نقلت على مدار الأشهر الماضية أطنانا من المساعدات الانسانية، وآلاف السلال الغذائية، وأكثر من 1000 جريح يمني ومرافقيهم للعلاج في الخارج».
وفي ختام بيانها، حثت الخارجية الإماراتية «المجتمع الدولي على ضرورة إدانة مثل هذه الممارسات الخطيرة والخارقة لجميع القوانين والمواثيق الدولية، خاصة أن المليشيات الانقلابية في اليمن باتت تعتمد سياسة منع المساعدات وحصار وتجويع الشعب اليمني في العديد من المدن كأداة عسكرية لكسر إرادة الشعب اليمني، دون الأخذ بعين الاعتبار المعاناة التي يعيشها اليمنيون، خاصة الأطفال وكبار السن والنساء».
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، قال «فرحان حق»، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، إن السفينة الإماراتية التي هوجمت قرب ميناء عدن اليمني يوم السبت الماضي، «لم تكن للمساعدات الإنسانية»، مكذبا رواية «التحالف العربي» في هذا الخصوص.
وأوضح، في مؤتمر صحفي، أن «المعلومات المتوافرة لدينا حتى الآن تفيد بأن تلك السفينة لم تكن سفينة للمساعدات الإنسانية»، دون مزيد من التفاصيل حول الجهة التي حصلت المنظمة على تلك المعلومات منها، ودون الإعلان عما إذا كانت السفينة حربية أم لا أو غير ذلك.
وتأتي تصريحات «حق» بعد يوم واحد من أخرى قال فيها للصحفيين من مقر المنظمة في نيويورك، إن المنظمة الدولية لا تعرف «طبيعة السفينة الإماراتية التي تعرضت للهجوم بالقرب من ميناء عدن اليمني».
وأضاف: «المنظمة الدولية في حاجة إلى معلومات إضافية للتأكد من طبيعة السفينة الإماراتية (...) نحن طلبنا معلومات إضافية بشأن تلك السفينة، ولا نملك التعليق على الحادث بدون معلومات».
والسبت الماضي، أعلن «التحالف العربي»، الذي يضم الإمارات، استهداف جماعة «الحوثي) لسفينة «مساعدات إغاثية» إماراتية قبالة مضيق باب المندب، وإنقاذ مدنيين كانوا على متنها، فيما قالت الجماعة إن السفينة تعرضت للهجوم «حربية».
وقال التحالف، عبر بيان، إنه تم «إنقاذ ركاب مدنيين بعد استهداف المليشيات الحوثية لسفينة مدنية إماراتية كانت تنقل مساعدات طبية وإغاثية من وإلى مدينة عدن جنوبي اليمن وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن»، معتبراً ذلك الاستهداف «مؤشر خطير».
وقوبل الهجوم «الحوثي» على السفينة بتنديد عربي ودولي واسع، فيما اعتبرته الحكومة اليمنية «عملا إرهابيا».
وتشارك أبوظبي في «التحالف العربي» بـ30 مقاتلة، كثاني أكبر قوات جوية في التحالف، بعد السعودية التي تشارك بـ 100 مقاتلة، فيما لم تعلن عن عدد قواتها البرية المشاركة.
وكالات-