أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وقوات التحالف العربي، يبدأ يوم الخميس الموافق 17 نوفمبر الحالي، كما أعلن عن التوافق على تشكيل ما سماه حكومة شراكة وطنية، وذلك قبل نهاية العام الجاري (2016).
فهل تعني تلك التصريحات الأميركية ما يمكن اعتباره بداية الطريق نحو إنهاء حرب اليمن؟ وهل وافقت دول التحالف العربي على مقترحات كيري؟ وما هو موقف الحكومة اليمنية الشرعية منها كذلك؟ لقد التقى كيري بقادة من دول التحالف العربي وأخبرهم بأن الحوثيين وافقوا على الالتزام ببنود اتفاق العاشر من أبريل الماضي، لوقف الاقتتال بدءاً من يوم الخميس 17 نوفمبر الحالي، وذلك شريطة التزام الطرف الآخر (أي التحالف العربي) بتنفيذ الالتزامات ذاتها، وقد وافق التحالف على وقف إطلاق النار.
والسؤال المطروح في هذا السياق هو: لماذا تم إهمال الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس هادي، حيث صرح وزير الخارجية اليمنية عبدالملك المخلافي بأن ما صرح به كيري لا يعني الحكومة اليمنية، مؤكداً على عدم علم حكومته بهذا الاتفاق.
يبدوا أن الدول العظمى والدول الغربية والأمم المتحدة اتفقوا على تشجيع وقف لإطلاق النار في اليمن، ربما، تمهيداً لعرض الحلول السلمية الممكنة لإنهاء الحرب، بعد أن أيقنوا بأن الفرقاء في اليمن، سواء تعلق الزمر ببعض المسؤولين في الحكومة الشرعية أو بجماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، جل اهتمامهم هو الحصول على مناصب وزارية.
فاشتراط الحوثيين على الحكومة اليمنية بأن يكون نائب الرئيس منهم، وأن يتمتع بصلاحيات تعادل صلاحيات الرئيس، هو مما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى رفض مقترح الأمم المتحدة لحل المشكلة.
ماذا يعني ذلك في التحليل النهائي؟ لعله يعني أن خلافات الفرقاء في حرب اليمن هي خلافات داخلية بالدرجة الأولى، فالعوامل الداخلية هي الأساس في الحرب الأهلية اليمنية، كان هذا في السابق وفي المرحلة الحالية أيضاً، رغم الدور الإيراني المعروف. ونقصد بالعوامل الداخلية التقسيمات القبلية بتشكيلاتها العشائرية والطائفية والمناطقية.. فهي كلها عناصر ساهمت في استمرار حرب اليمن.
والدليل على ذلك هو أن الخلاف بين طرفي الحرب يتعلق بالمناصب الوزارية والقوة والنفوذ ولا أحد من ساسة اليمن طرح في أجندته مصالح الشعب اليمني وقضايا التنمية وتحسين وضع الإنسان اليمني الذي أبتلي بقيادات معظم همها القوة والنفوذ.
دول الخليج العربية اقتنعت بأن المشاريع السلمية التي طرحتها ووافق عليها مجلس الأمن الدولي لإنهاء حرب اليمن هي الأفضل والأكثر قبولا.. لأننا حرصنا منذ البداية على وحدة التراب اليمني ورفضنا أي تدخل أجنبي (إيراني) في الشؤون الداخلية لليمن.
على الفرقاء في اليمن التفكير بطريقة مختلفة، فاستمرار الحروب لاعتبارات قبلية لزيادة القوة والنفوذ والمال، لم تعد مقبولة في القرن الحادي والعشرين..
لذلك عليهم الحرص على مصلحة شعبهم بتحسين وضعه المعيشي من إيجاد فرص عمل، وتحسين الخدمات الصحية، والتعليمية وغيرها.. بدلاً من تبديد الأموال والثروة البشرية في حروب عبثية.
د. شملان يوسف العيسى- الاتحاد العمانية-