قال موقع «المونيتور» الأمريكي إن دعم الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» لنظام «بشار الأسد» في سوريا، يزيد توتر علاقات القاهرة بالرياض.
وتطرق الموقع في تقرير له ترجمته «بوابة القاهرة»، إلى تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، ما أغضب السعودية، لأن المشروع كان يساند نظام «الأسد» الذي تطالب المملكة برحيله.
وأشارت الموقع إلى وقف السعودية لإمدادات النفط إلى القاهرة عقب تلك الخطوة، وهو ما أظهر التوتر في العلاقات بين البلدين.
وتابع الموقع: «في 15 نوفمبر/تشرين ثان، زار أمين عام جامعة الدول العربيّة، ووزير الخارجية المصري الأسبق، أحمد أبو الغيط، العاصمة السعوديّة الرياض، واستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز، وناقشا الوضع العربي العام، ودور الجامعة العربية في لم الشمل العربي»، في ما بدا تدخّلاً من الجامعة العربية، لتقريب وجهات النظر بين مصر والمملكة العربية السعودية.
ونقل الموقع عن الخبير في العلاقات الدولية ورئيس تحرير صحيفة «السياسة المصرية» الأسبق «أيمن سمير»، قوله إنه من الممكن أن يهدأ التوتر بعد زيارة «أبو الغيط» للرياض، خصوصا أن «أبو الغيط يمتلك علاقات قوية مع دول الخليج، وكان وزير خارجية مصري من طراز رفيع».
ويضيف «سمير» لـ«المونيتور»: «يجب أن تراجع المملكة موقفها من أجل أن تعود العلاقات الطيبة بين البلدين، خصوصاً أن أزمة التصويت في مجلس الأمن تم تضخيمها إعلاميا في كلا الدولتين، كما أن الموقف المصري من الأزمة السورية ليس جديدا، فمصر تعتقد أن تنفيذ بيان جنيف 1 هو الأساس، كما أنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا، والبقاء على علاقات جيّدة مع حلفاء النظام السوريّ من أجل حلّ الأزمة، في حين أنّ موقف السعوديّة هو إسقاط بشّار الأسد ودعم المعارضة بالسلاح، ويتعامل بعض ساستها بمبدأ من ليس معنا فهو ضدّنا».
ويؤكد «سمير» أن «مصر لا تريد أن تكون هناك قطيعة مع المملكة، وأتوقّع أن تعود العلاقات الثنائيّة المميّزة، لأنّ كل دولة في حاجة إلى الأخرى».
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون العربيّة، ومسؤول ملفّ الجامعة العربيّة في جريدة الأهرام «العزب الطيب الطاهر»، أن زيارة «أبو الغيط» كانت إيجابيّة على صعيدين، الأوّل هو العلاقة بين الجامعة العربيّة والمملكة، والثاني تصحيحاً لمسار العلاقات المصريّة-السعوديّة، وتجاوز خفوتها.
ويضيف: «العاهل السعوديّ ثمّن جهود الجامعة العربيّة للمّ الشمل، وزيارة أبو الغيط هي جهد تشاركت فيه مع الإمارات العربيّة المتّحدة».
وأشار «المونيتور» إلى أن ولي عهد أبو ظبي «محمّد بن زايد» قد زار القاهرة الشهر الماضي والتقى «السيسي».
وبحسب بيان الرئاسة المصريّة، فقد ناقش اللقاء «توحيد الصفّ العربيّ وتضامنه، والتيقّظ من محاولات شقّ الصفّ بين الدول العربيّة الشقيقة، سعياً وراء زعزعة الاستقرار في المنطقة». وبعد الزيارة، اتّجه «بن زايد» مباشرة إلى الرياض، في ما بدا قيامه بدور وساطة بين البلدين.
ويقول «الطاهر»: «الإمارات تبذل جهوداً كبيرة مع الجامعة العربيّة للمّ الشمل، خصوصاً وأنّها تريد الحفاظ على مثلّث الاستقرار الذي يجمعها بمصر والمملكة في المنطقة».
وفي 20 نوفمبر، قال وزير الخارجّية السوريّ «وليد المعلّم» في مؤتمر صحفيّ، عقب لقائه المبعوث الأممي «ستيفان دي ميستورا» في دمشق: «العلاقات السوريّة-المصريّة تشهد تقدّماً».
وبعد يومين من تصريحات «المعلّم»، بثّ التلفزيون البرتغاليّ مقابلة مع «السيسي» قال خلالها: «»إنّه من الأولى دعم الجيوش العربيّة الوطنيّة لفرض السيطرة على أراضي دولها وإحداث الاستقرار فيها، وينطبق ذلك على ليبيا وسوريا والعراق».
ووفق الموقع‘ فإنه على أيّ حال، كان الموقف المصريّ من الأزمة السوريّة يؤكّد دائماً ضرورة الحفاظ على مؤسّسات الدولة السوريّة، ووقف نزيف دماء الشعب السوريّ، والوصول إلى تسوية سياسيّة.
إلّا أنّ إعلان الرئيس المصريّ الأخير ضرورة دعم جيش «الأسد» بأن تتوتّر العلاقات أكثر بين القاهرة والرياض، بغضّ النظر عن أيّ جهود إقليميّة لـ«لمّ الشمل».
«المونيتور»- ترجمة موقع بوابة القاهرة-