خلال زيارة هي الأولى عقب عودة الدفء إلى العلاقات بين الدولتين، عرض الرئيس المصري على الملك السعودي، أمس، وساطة تقودها القاهرة مع حركة «أنصار الله» اليمنية، وتنهي «حالة الحرب»
«تكللت» المصالحة بين مصر والسعودية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للرياض، أمس، وهي الأولى منذ أكثر من عام.
وفي بادرة لافتة، استقبل الملك سلمان الرئيس المصري في المطار، واصطحبه إلى قصر اليمامة، حيث جرى استقبال رسمي للسيسي والوفد المرافق له، قبل أن تجرى جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسّعة جمعت مسؤولي البلدين، وحضرها عدد من الوزراء الجدد الذين انضموا إلى الحكومة السعودية في التعديلات الأخيرة.
وقالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إن السيسي عرض على السعودية وساطة مع حركة «أنصار الله» اليمنية تنهي حالة الحرب في اليمن، فيما ظل الخلاف قائماً بشأن طريقة معالجة الملف السوري، ولم يتم التطرق إلى مصالحة مع الدوحة خلال الزيارة. كذلك، علمت «الأخبار» أنه لم يتم التطرق إلى ملف جزيرتي تيران وصنافير والأزمة بشأنهما، فيما اكتفى الجانبان بالحديث عن استئناف العلاقات بين البلدين على مختلف المجالات بشكل كامل. وقد أكد السيسي خلال اللقاء سعيه إلى «استعادة العلاقات مع المملكة وتوحيد المواقف في القضايا المصيرية بالمنطقة»، في ما قد يُفهم بأنه إشارة إلى التمايز المصري في الملف السوري تحديداً عن الموقف السعودي. كما أفادت المصادر بأن تغيير ترتيب جدول اللقاءات المعلن في البحر الميت من زيارة أولية لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، للقاهرة، تعقبها زيارة السيسي، يعود إلى «انشغال الوزيرين المصري والسعودي بأجندة لقاءات دولية».
وأكد الجانبان أمس، أهمية مجابهة كل محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وقطع الطريق على المساعي التي تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء حفاظاً على الأمن القومى العربي، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق أمن واستقرار الدول العربية». وجرى الاتفاق على ضرورة إنهاء الأزمات التي يمرّ بها عدد من دول المنطقة بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في تلك الدول. وذكرت الرئاسة المصرية في البيان الرسمي تأكيد موافقة الملك سلمان على تلبية دعوة السيسي لزيارة للقاهرة في أقرب وقت، علماً بأن من المتوقع أن تتم الزيارة قبل نهاية العام الجاري.
تزامناً، أعلنت وزارة الدفاع المصرية، أمس، أن وحدات من القوات البحرية المصرية والأميركية بدأت تدريبات مشتركة في البحر الأحمر بمشاركة ست دول بصفة مراقب، هي: السعودية، الإمارات، البحرين، باكستان، الكويت وإيطاليا. وتأتي التدريبات المشتركة «تحية النسر 2017» بعد أيام من اجتماع وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، في مصر بالسيسي، في أول زيارة يقوم بها للقاهرة منذ توليه المنصب.
على صعيد آخر، ذكر مصدر مصري لـ«الأخبار» أنه «جرى التوافق على استكمال الاتفاق الخاص باستيراد الغاز من إسرائيل خلال الزيارة السريعة التي قام بها وفد من الشركة الإسرائيلية يوم الخميس الماضي، واستغرقت نحو ست ساعات التقوا خلالها مسؤولي الشركة المصرية الخاصة». وأضاف المصدر أن قرار إعادة استيراد الغاز هو «بيد جهة سيادية»، وسيتم اتخاذه قريباً، مشيراً إلى أن الزيارة جاءت في إطار «تعاون وثيق زاد أخيراً بين القاهرة وتل أبيب في مجالات عدة، من بينها التنسيق العسكري في سيناء الذي سيشمل دخول آليات عسكرية أميركية جديدة خلال الأسابيع المقبلة».
وأشار المصدر إلى قيام الحكومة الإسرائيلية على مدار العام الماضي «بوقف الإجراءات التصعيدية ضد الحكومة المصرية والتزامها بالتغاضي عن الشرط الجزائي في عقد تصدير الغاز الذي تم إيقافه بعد ثورة يناير»، والذي كان يتولاه رجل الأعمال المصري حسين سالم.
جلال خيرت - الأخبار اللبنانية-