سياسة وأمن » حروب

قرارات «هادي» تثير غضب الإمارات ورضا السعودية.. و«بن بريك» يزعم: أنا الأقوى على الأرض

في 2017/04/29

كشف مسؤولون إماراتيون، وآخرون يمنيون موالون لهم، عن غضبهم من قرارات الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» بإقالة وزير ومحافظ عدن، من المقربين لأبوظبي.

وبحسب «الأناضول»، فقد أثار القرار، امتعاض وسخط قادة إماراتيين، وسط تأييد يمني سعودي للخطوة.

ومساء الخميس، أجرى «هادي»، تعديلا وزاريا على حكومة «أحمد عبيد بن دغر»، كما أقال اللواء «عيدروس الزبيدي» من منصب محافظ عدن، عقب خلافات كبيرة منذ أشهر، وأعفى وزير الدولة «هاني بن بريك» من منصبه، وأحاله للتحقيق، دون الكشف عن أسباب تلك الإحالة.

من جانبه، انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، الجمعة، ضمنيا إعفاء «بن بريك» من منصبه، وقال في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «تعليقي على ما أراه: المشكلة الحقيقية هي في تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن، وهو في مفصل حرج في معركته المصيرية»، في إشارة إلى قرار «هادي».

أما «علي النعيمي» مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، فقد وصف في تغريده عبر حسابه على «تويتر»، الوزير المقال بأنه «بطل المقاومة الحقيقي».

وقال «النعيمي»: «بطل المقاومة الحقيقي هاني بن بريك، ساحات المعارك تشهد له وميادين العز تفخر به، بينما كان غيره يقاتل عبر القنوات الفضائية ويتخندق في الفنادق»، في إشارة إلى حكومة «هادي».

كما شن الفريق «ضاحي خلفان»، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، هجوماً حاداً «هادي»، مطالبا بتغييره، زاعماً أنه رئيس «يفرق ولا يجمع»، وأنه «سبب أزمة اليمن».

وحرض «خلفان»، على انفصال الجنوب على شمال اليمن، مفصحاً لأول مرة عن مخطط إماراتي تحدثت عنه لفترة طويلة أطراف يمنية عدة.

وقال المسؤول الإماراتي، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، إن «تغيير هادي (المحسوب على السعودية) ضرورة ملحة لأمن اليمن والمنطقة بأسرها»، معتبراً أن «الحكمة الدبلوماسية تتطلب إحلال قائدا بديلا لليمن من هادي».

وأضاف: «اسمحوا لي بان أقول كلمة حق: شرعية اليمن أثارت الشمال قلنا معها حق، لكن ما رأيكم بإثارتها للجنوب!!. والله أن هادي لم يعد مقبولا شمالا وجنوبا».

وأكد أن «اليمن بحاجة الى قائد يجمع ولا يفرق»، ورأى أن «أزمة اليمن تتمحور في هادي. لو أزيح هادي لكان الوضع هادئا»، وتابع: «شخصيا لا أرى في هادي صفة قيادية واحدة من صفات القادة».

وراهن على فشل «هادي» في قيادة اليمن، قائلا: «لو استطاع هادي في حالة السلام التام حكم اليمن شمال وجنوب غيروا اسمي من ضاحي إلى شمال جنوب».

الأقوى على الأرض

وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الوزير المقال، على قرار إعفائه، نشر موقع «فرسان الإمارات»، المقرب من دائرة القرار بالإمارات، تصريحا منسوبا للوزير المقال، يشير فيه بأنه «الأقوى على الأرض».

وقال «بن بريك»، الذي يتواجد في أبوظبي في التصريح: «لم نختر الحرب ونتمنى إنهاءها، فبإطالتها لا يستفيد إلا بائعوا الأوطان (..) نحن الأقوياء على الأرض ونريد إنهاء هذه الحرب رحمة بأناس لم يرحمهم أهلهم».

وباستثناء تصريحه بأنه «الأقوى على الأرض»، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من «بن بريك»، تشير إلى رفضه قرار إقالته، رغم أن صفحته الرسمية على «تويتر» ما زالت حتى مساء الجمعة، تعرّفه بأنه «وزير الدولة - عضو مجلس الوزراء اليمني».

ويرى مراقبون، أن موقف الجميع في الرفض أو القبول يعتمد على الموقف السعودي، والذي يبدو أن «هادي» اتخذ القرار على ضوئه.

رضا سعودي

وفيما لم يصدر أي موقف سعودي رسمي سواء بالإيجاب أو السلب من قرارات «هادي»، ألمح الخبير العسكري السعودي «إبراهيم آل مرعي»، إلى رضا سعودي حول تغيير «بن بريك»، لافتا إلى أن ما قدمه من خدمات جليلة لوطنه «لا تعفيه من المحاسبة إن أخطأ».

وأضاف «آل مرعي»، الذي كان من أبرز محللي عمليات «التحالف العربي» في سلسلة تغريدات على «تويتر»، إن «ما قدمه الشيخ هاني من خدمة جليلة لوطنه وأمته، لا تعفيه من المحاسبة إن أخطأ، ولا تشفع له بمخالفة فخامة الرئيس مهما كان السبب».

وذكر أن «بن بريك»، عُين بأمر «هادي» وعزل بأمر الرئيس وأحيل للتحقيق، «ليس في سرقة ولا خيانة، والخطأ وارد»، في تأييد واضح للقرار.

وفي المقابل، كانت الحكومة الشرعية في اليمن تحشد التأييد للتعديل الوزاري الذي اتخذه الرئيس «هادي» وتغييره لمحافظ عدن، حيث كان الإعلام الرسمي، ينشر برقيات تأييد من غالبية محافظي المحافظات.

وفي برقيات نشرتها وكالة «سبأ» الرسمية، أكد المحافظون باليمن تأييدهم لقرار «هادي»، ووقوفهم مع الشرعية الدستورية.

وصباح الخميس، أصدر الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» قرارات جمهورية قضت بإقالة محافظ عدن (جنوب) اللواء «عيدروس الزبيدي»، وتعيين «عبدالعزيز المفلحي» خلفا له.

كما أعفى وزير الدولة «هاني بن بريك» من مصبه، وأحاله للتحقيق، وعين 4 وزراء جدد في حكومة «أحمد بن دغر».

ويعتبر اللواء «الزبيدي» والوزير «بن بريك»، رجلي الإمارات في عدن، ويدينان بالولاء الكامل لها، وإقالتهما تسببت في غضب الإمارات المسيطرة على المدينة منذ تحريرها من ميليشيا «الحوثي» قبل نحو عامين.

ويعد وزير الدولة المعفي «بن بريك» أول وزير يمني في عهد «هادي» يقال من منصبه، ويحال للتحقيق.

وشهدت عدن، عقب تلك القرارات تحركات لمجموعات موالية للإمارات، حيث احتشد موالون لـ«الزبيدي» بجواره، وحاصروا مطار عدن.

ووصف مراقبون القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني بإطاحة عدد من القيادات المقربة من الإمارات لعدم تعاونهم معه وتكبرهم عليه بالضربة الساحقة لنفوذ أبوظبي في عدن خاصة واليمن عامة.

واعتبروا أن تلك الخطوة تدلل على الخلاف بين «هادي» وأبوظبي لم يعد قابل للإخفاء.

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

وكالات-