شن الفريق «ضاحي خلفان»، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، هجوماً حاداً على الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»؛ حيث طالب بتغييره، زاعماً أنه رئيس «يفرق ولا يجمع»، وأنه «سبب أزمة اليمن».
أيضا، حرض «خلفان» - وذلك بعد ساعات من إقالة «هادي» لمسؤولين يمنيين محسوبين على الإمارات - على انفصال الجنوب على شمال اليمن، مفصحاً لأول مرة عن مخطط إماراتي تحدثت عنه لفترة طويلة أطراف يمنية عدة.
وقال المسؤول الإماراتي، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، إن «تغيير هادي (المحسوب على السعودية) ضرورة ملحة لأمن اليمن والمنطقة بأسرها»، معتبراً أن «الحكمة الدبلوماسية تتطلب إحلال قائدا بديلا لليمن من هادي».
وأضاف: «اسمحوا لي بان أقول كلمة حق: شرعية اليمن أثارت الشمال قلنا معها حق، لكن ما رأيكم بإثارتها للجنوب!!. والله أن هادي لم يعد مقبولا شمالا وجنوبا».
وأكد أن «اليمن بحاجة الى قائد يجمع ولا يفرق»، ورأى أن «أزمة اليمن تتمحور في هادي. لو أزيح هادي لكان الوضع هادئا».
وتابع: «شخصيا لا أرى في هادي صفة قيادية واحدة من صفات القادة».
واستطرد: «شخصيا أول ما تعين هادي رئيسا لليمن قلت لن يفلح وشخصية أكل الدهر عليها وشرب ولا زلت عند وجهة نظري».
واعتبر أن «الحرب تطيل العمر الرئاسي لهادي الذي لا يستحق ان يكون رئيسا؛ فالجنوب جنوب والشمال شمال، وهو لا جنوب ولا شمال».
وقال: «بوقف الحرب تنتهي فترة هادي الرئاسية؛ لذلك لا يريد لها نهاية».
وحرض «خلفان» جنوب اليمن على الانفصال، قائلاً: «لو كنت جنوبيا لأعلنت دولة الجنوب المستقلة».
وراهن على فشل «هادي» في قيادة اليمن، قائلا: «لو استطاع هادي في حالة السلام التام حكم اليمن شمال وجنوب غيروا اسمي من ضاحي إلى شمال جنوب».
وأمس الخميس، أصدر «هادي» قرارات جمهورية قضت بإقالة محافظ عدن (جنوب) اللواء «عيدروس الزبيدي»، وتعيين «عبدالعزيز المفلحي» خلفا له.
كما أعفى وزير الدولة «هاني بن بريك» من مصبه، وأحاله للتحقيق، وعين 4 وزراء جدد في حكومة «أحمد بن دغر».
إذ قام بتعيين القاضي «جمال محمد عمر» وزيرا للعدل، و«معين عبدالملك سعيد»، وزيرا للأشغال العامة والطرق، و«ابتهاج الكمال»، وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، و«محمد محسن عسكر»، وزيرا لحقوق الإنسان.
غضب إماراتي علني
ويعتبر اللواء «الزبيدي» والوزير «بن بريك» رجلي الإمارات في عدن، ويدينان بالولاء الكامل لها، وإقالتهما تسببت في غضب الإمارات المسيطرة على المدينة منذ تحريرها من ميليشيا «الحوثي» قبل نحو عامين.
وكان «بن بريك» مكلفاً بقيادة قوات «الحزام الأمني»، التي تسيطر على عدن، العاصمة المؤقتة، والمدعومة إماراتيا.
وانتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، اليوم الجمعة، ضمنيا إعفاء «ين بريك» و«الزبيدي» من منصبيهما.
وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «تعليقي على ما أراه: المشكلة الحقيقية هي في تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن، وهو في مفصل حرج في معركته المصيرية»، في إشارة إلى قرار «هادي».
أما «علي النعيمي»، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، فقد وصف في تغريده عبر حسابه على «تويتر»، الوزير «بن بريك» بأنه «بطل المقاومة الحقيقي».
وقال «النعيمي»: «بطل المقاومة الحقيقي هاني بن بريك، ساحات المعارك تشهد له وميادين العز تفخر به، بينما كان غيره يقاتل عبر القنوات الفضائية ويتخندق في الفنادق»، في إشارة إلى حكومة الرئيس «هادي».
ويرى مراقبون أن موقف الجميع في الرفض أو القبول يعتمد على الموقف السعودي، والذي يبدو أن الرئيس «هادي» اتخذ القرار على ضوئه.
في السياق ذاته، شهدت عدن، أمس، تحركات لمجموعات موالية للإمارات عقب صدور قرار بإقالة «الزبيدي» محافظ عدن، وتعيين «عبدالعزيز المفلحي» خلفا له.
وعلمت «الخليج الجديد» أن موالين لـ«الزبيدي» احتشدوا إلى جانب «الزبيدي»، وحاصروا مطار عدن.
ووصف مراقبون القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني بإطاحة عدد من القيادات المقربة من الإمارات لعدم تعاونهم معه وتكبرهم عليه بالضربة الساحقة لنفوذ أبوظبي في عدن خاصة واليمن عامة.
واعتبروا أن تلك الخطوة تدلل على الخلاف بين «هادي» وأبوظبي لم يعد قابل للإخفاء.
ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.