رويترز-
كشف تقرير صحفي أن «الحرس الثوري» الإيراني، بدأ في استخدام طريق جديد عبر الخليج، لنقل شحنات أسلحة سريا إلى «الحوثيين» في اليمن.
وبحسب مصادر مطلعة، أوضح التقرير الذي نشرته وكالة «رويترز» أن إيران، تنقل العتاد العسكري على متن قوارب صغيرة في أعلى الخليج، حيث تواجه تدقيقا أقل.
وأضافت المصادر أن تسليم وتسلم الشحنات يتم في المياه الكويتية وفي ممرات ملاحية دولية قريبة منها.
وقال التقرير: «رغم أن وسائل الإعلام الموالية للحوثيين أعلنت أن وزارة الدفاع في صنعاء قادرة على صنع الطائرات دون طيار.. فإنها في واقع الأمر يتم تجميعها من مكونات يوردها مصدر خارجي ويتم شحنها لليمن».
وأضاف التقرير أن «الحوثيين» سيستنفدون مخزونهم المحدود من الصواريخ في نهاية الأمر، وسيجبر هذا «الحوثيين» على إنهاء حملة هجمات صاروخية على الأراضي السعودية ما لم يحصلوا على إمدادات جديدة من مصادر خارجية.
وبحسب تقرير سابق لـ«الأمم المتحدة» في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن «الحوثيين» بحاجة إلى إعادة التزود بالأسلحة الموجهة المضادة للدبابات.
وكانت مصادر إقليمية وغربية قد أبلغت «رويترز» في مارس/آذار الماضي، أن إيران ترسل أسلحة ومستشارين عسكريين إلى «الحوثيين» إما مباشرة إلى اليمن أو عبر الصومال، غير أن سلوك ذلك المسار كان ينطوي على مجازفة بالاحتكاك بسفن البحرية الدولية التي تقوم بدوريات في خليج عمان وبحر العرب.
وتقول مصادر غربية وإيرانية إنه على مدى الأشهر الستة الماضية بدأ «الحرس الثوري» الإيراني استخدام مياه الخليج بين الكويت وإيران مع بحثه عن سبل جديدة للتحايل على حظر نقل أسلحة لحلفائه «الحوثيين» الشيعة.
ولم تحقق جهود التحالف بقيادة السعودية لاعتراض شحنات الأسلحة سوى نجاح محدود حيث لم يتم الإعلان عن ضبط أسلحة أو ذخيرة في البحر منذ بداية العام الجاري، بينما تم ضبط كميات قليلة على الطريق البري الرئيسي من شرق اليمن.
وقال محققون مستقلون من «الأمم المتحدة»، يراقبون العقوبات على اليمن، لـ«مجلس الأمن» في أحدث تقرير سري إنهم ما زالوا يحققون بشأن ممرات محتملة لتهريب الأسلحة.
وأضافوا أن الإمارات العضو في التحالف أبلغت عن 11 هجوما لـ«الحوثيين» بطائرات دون طيار مسلحة بالمتفجرات على قواتها البرية منذ سبتمبر/أيلول 2016.
وقال مسؤول إيراني كبير: «يتم تهريب أجزاء الصواريخ وبطاريات الإطلاق والمخدرات إلى اليمن عبر المياه الكويتية، أحيانا يستخدم هذا الطريق لنقل النقود أيضا».
وأضاف المسؤول: «ما تم تهريبه مؤخرا، أو على وجه الدقة في الأشهر الستة الماضية، أجزاء صواريخ لا يمكن إنتاجها في اليمن»، متابعا: «إن من الممكن استخدام النقود والمخدرات لتمويل أنشطة الحوثيين».
وقال مسؤول إيراني ثان: «حجم هذا النشاط، ولا أصفه بأنه تجارة، ليس كبيرا جدا.. لكنه مسار آمن».
وأضاف: «يتم استخدام موانئ إيرانية أصغر لتنفيذ هذا النشاط نظرا لأن الموانئ الكبيرة تلفت الانتباه».
وردا على سؤال عما إذا كان «الحرس الثوري» مشاركا في العملية، قال المسؤول الثاني: «لا يتم أي نشاط في الخليج دون مشاركة الحرس الثوري، هذا النشاط يتضمن مبلغا ضخما من المال فضلا عن نقل عتاد إلى جماعات تدعمها إيران في معركتها ضد أعدائها».
بدوره، أكد مسؤول إيراني ثالث عمليات الشحن، مشيرا إلى ضلوع «الحرس الثوري» فيها.
وفي هذا الإطار، قال «جيري نورثوود» من شركة «ماست» للأمن البحري وهو ضابط سابق في البحرية البريطانية قاد سفنا حربية في المنطقة إن المياه الإقليمية لإيران والكويت والعراق في شمال الخليج متداخلة مع بعضها بعضا.
وأضاف: «لا يزال المجال كبيرا أمام المهربين للعمل، الخليج بأكمله يموج بنشاط القوارب الصغيرة.. وهذا في منطقة التجارة غير المشروعة فيها من وجهة نظر شخص ما تعد مشروعة في رأي شخص آخر».
إلى ذلك، قالت مصادر ملاحية وأمنية غربية إنه منذ مارس/آذار الماضي، حدثت زيادة في الأنشطة المريبة لسفن ترفع علم إيران في المياه القريبة من الكويت.
وقال تاجر أسلحة دولي متمركز في منطقة البحر المتوسط على علم بالأمر: «يستخدم الإيرانيون المياه القريبة من الكويت لنقل... عتاد إلى اليمن».
وأضاف: «يتم نقل الشحنات إلى قطع أخرى.. مثل القوارب الصغيرة أو يتم إلقاؤها قرب عوامات لتلتقطها سفن مارة بالمنطقة».
وقال التاجر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن المياه العراقية المجاورة تضم أيضا العديد من الخلجان الصغيرة والمهجورة تتيح فرصا لهذا النوع من الأنشطة السرية.
وقالت المصادر الغربية إن الشحنات يتم نقلها من موانئ إيرانية صغيرة عبر ممرات بحرية قرب الكويت التي تبعد نحو 100 ميل بحري عن إيران.
وذكرت أنه لتفادي الرصد تغلق السفن التي ترفع علم إيران أجهزة تعريف الهوية الخاصة بها أحيانا لأيام، وتتقابل مع سفن أخرى أو تلقي بالإمدادات قرب العوامات حتى يتسنى انتشال الشحنات من أجل استكمال عملية النقل.
ويشهد اليمن حربا أهلية منذ أكثر من عامين بين «الحوثيين» وحكومة الرئيس «عبد ربه منصور هادي» المدعومة من تحالف تقوده السعودية.
وقتل أكثر من 10 آلاف شخص في الصراع كما أصاب وباء للكوليرا أكثر من 300 ألف في البلد الذي يوشك أن يقع في أتون المجاعة.
وتزيد إيران دعمها لحليفها الشيعي ضد التحالف بقيادة عدوتها السعودية في حرب قد تغير نتيجتها ميزان القوى في الشرق الأوسط.