الخليج اونلاين-
لطالما وقفت الأنظمة الملكية في وجه حركات التحرّر الشعبية خشية من أن تصل عدواها إلى شعبها، والملكيات العربية ليست استثناء.
فالكاتب السعودي جمال خاشقجي، عبّر قبل أيام عن خيبة أمله من عداء السعودية لثورات الربيع العربي، مؤكداً أنه كان "يتمنّى أن تحتضن السعودية الربيع العربي، وتتعامل معه كظاهرة حقيقية وليس كمؤامرة"، إذ اعتبر أن "مواجهة ذلك التحوّل هو سبب الفوضى التي تشهدها المنطقة حالياً".
اللافت أن المملكة العربية السعودية، على الرغم من عدائها الواضح للثورة المصرية ودعمها الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح السيسي، ليس على نظام محمد مرسي فقط، بل على النظام الديمقراطي المصري الوليد برمته، كان لها موقف مغاير في سوريا.
فقد دشن العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في عام 2011، القطيعة مع نظام بشار الأسد؛ لقمعه المظاهرات المناهضة له، وأغلق السفارة السعودية في دمشق، وكذلك طرد السفير السوري.
وفي العام 2012، قامت المملكة العربية السعودية بدعم الجيش السوري الحر وفصائلة، حيث أكدت صحيفة "فايننشال تايمز"، في مايو 2013، أن المملكة العربية السعودية أصبحت أكبر مزوّد أسلحة للمعارضة السورية.
كما تعاونت مع الولايات المتحدة على إطلاق برنامج "تيمبر سيكامور"، وهو برنامج سري بين الاستخبارات العامة السعودية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتسليح المعارضة السورية وتدريبهم.
ويقول مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الاستخبارات العامة السعودية أمّنت السلاح والمال، وفي المقابل قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتأمين تدريب المسلحين السوريين على استخدام الأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع.