الخليج اونلاين-
يكشف الفيلم الوثائقي الذي أعده برنامج "الصندوق الأسود" بعنوان "اليمن.. كيد الأشقاء" وبثته "الجزيرة" الأحد، بالشهادات الحصرية المخيفة، حقيقة ما يحدث في اليمن من كواليس.
ويَعرض الفيلم من بين أحداثه، شهادة المصور السابق لقناتي "العربية" و"الحدث" عبد الله صلاح، الذي قرر الفرار من تغطيات معارك التحالف العربي، بعدما شاهد بأم عينه أعمالاً إماراتية صوَّرها وعايش أسرارها.
يؤكد صلاح أن الإماراتيين لا الحوثيين هم من قصفوا مسجد "كوفل" في منطقة صرواح بمحافظة مأرب، فقُتل العشرات من قوات الشرعية، مؤكداً أن مراسل قناة "العربية"، محمد العرب، أبلغه أن القصف يدخل ضمن استراتيجية إماراتية، حسب قوله.
ويتكرر ذكر المراسل الذي ربطته علاقة وثيقة بالمصور صلاح، الأمر الذي جعل الأخير يتلقى صدمات عديدة، منها عمل المراسل مخبراً للقوات الإماراتية التي كانت تبعد عن القوات السعودية بضع مئات من الأمتار، مؤكداً أن المستشفى الإماراتي كان المكان الذي تُعقد فيه اللقاءات باعتباره بعيداً عن الشبهات.
- سقوط الأباتشي
ويروي صلاح، في شهادته، تفاصيل عديدة كان على مسافة صفر منها، ومن بينها حصول المراسل على موافقة بالسفر على متن مروحية سعودية، لكن مكالمة على الهاتف ذي الشريحة الإماراتية طلبت منه التأجيل.
لم تكن المروحية تلك سوى الأباتشي التي سقطت وعلى متنها 12 ضابطاً وجندياً سعودياً، وتداولت وسائل إعلام أن الحادث كان بنيران إماراتية صديقة.
صلاح يقول إنه يريد من وراء اعترافاته هذه أن يبرئ ذمته وضميره، مشيراً إلى أنه يعلم جيداً بعدم السماح له بالحديث عن الأسرار التي اطلع عليها.
وأضاف أنه بعد ما كشفه من أسرار "متأكد مليون في المئة" بأنه سيقتل، مستدركاً "لكني لا أهتم لهذا".
واستطرد شارحاً حاله التي كان عليها: "صعب عندما تشارك ناس يقتلون بلدك وأصحابك وزملائك. صعب عندما تعيش مع ناس جاءوا ليس لنصرة بلدك، إنما جاءوا محتلين".
- أبوظبي وسجونها
يتضمن الفيلم الوثائقي، أيضاً، نساء ورجالاً يتحدثون عن ذويهم الذين لا يُعرف في أي سجن يموتون بإشراف إماراتي، وبيد مليشيات باطشة يقودها مسؤول يهتف -حسب ما يُظهره فيديو- بحياة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
أما السجون داخل الإمارات، فتكفلت بذوي الحظ العاثر من اليمنيين المقيمين بها، ومنهم الصحفي عيدروس عبد الوارث الذي تعرض لتعذيب ممنهج على مدى عامين ونصف العام، بعد 17 عاماً قضاها في صحيفة "البيان" الإماراتية، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها على قناة عقب خروجه من السجن.
هذا الصحفي -حسبما يدلي من شهادة- يكاد لا يعرف بلداً سوى الإمارات، ولا ينخرط في الشأن اليمني بقدر انخراطه الصحفي المحلي الإماراتي، مبيناً أنه لم يدخل مخفراً ولم تحرَّر له حتى مخالفة سير، ومع ذلك تلقى من التعذيب ما ترك أثراً بالغاً على جسده وحطم روحه.