سياسة وأمن » حروب

مقتل صالح يقصم ظهر السعودية والإمارات في اليمن

في 2017/12/07

الشرق القطرية-

ضربة موجعة تلقاها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، بمقتل حليفهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، أثناء محاولته الفرار من العاصمة صنعاء.

إعلان الحوثيين مقتل صالح وبث فيديوهات لمقتله قصم ظهر التحالف، الذي كان يعتبر صالح طوق نجاة له، وتشبث بإعلانه حرب على الحوثيين، وحاول استرضاء صالح بمختلف الطرق، فأصدر التحالف بيانا أعلن فيه مباركته تحركات حزب المؤتمر ضد الحوثيين، وعلى الفور اختفى لقب المخلوع الذي لطالما وصف به الإعلام السعودي صالح على مدار سنوات، وحل محله وصف الرئيس السابق، ورفع التحالف سقف توقعاته بشأن قوة صالح، إلى حد أن تركوه وحيدا يقاتل الحوثيين، فيما كان يعول هو على نجدتهم لهم، فلقى حتفه خلال محاولة هروبه.

قتل صالح، الذي يكان يراه التحالف طوق نجاة، له بعد أن غرق في مستنقع اليمن، دون أن يحقق أي انتصارات ، سوى إغراق اليمن في بحار من المآسي والانتهاكات الإنسانية والحقوقية فضلا عن تدمير بينته التحتية وإعادة البلاد قرون إلى الوراء، لا شك إن من شأنه إعادة حسابات التحالف في حرب اليمن برمتها.

وثمة عدة سيناريوهات لتأثير مقتل صالح في هذا التوقيت على مسار الحرب في اليمن:

السيناريو الأول :

الاستمرار في الحرب العبثية بتداعياتها على المنطقة وبخسائرها التي تتكبدها الدول المشاركة فيها، وخصوصا شعب اليمن الذي يدفع الثمن الأكبر.

السيناريو الثاني:

إتاحة فرصة حقيقية للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد للبدء في وساطة حقيقية تنهي هذه الحرب ، والاستماع إلى أصوات العقل والحكمة التي تنطلق من بعض دول المنطق لوقف هذه الحرب العبثية.

السيناريو الثالث:

انسحاب التحالف بشكل كامل من اليمن وهو سيناريو مستعبد.

السيناريو الرابع:

انفراط عقد التحالف بإعلان عدة دول انسحابها منه بعد تيقنهم بعدم جدوى الأهداف الذي دخلوا من اجلها التحالف، وهو السيناريو الراجح.

الإمارات قادت صالح للهاوية

ولا يخفى على أحد العلاقة التي تربط صالح بالإمارات، فلطاما حاول ضاحي خلفان عبر تغريداته إعادة تسويق الرئيس اليمني المخلوع بأنه مفتاح الحل في اليمن، كما تأوي أبوظبي أحمد نجل علي عبدالله صالح وتوفر له الحماية له ولأسرته.

وأكدت تقارير أن علي عبدالله صالح نفسه - قبل قتله - أبلغ الإمارات برغبته في الخروج من اليمن واشترط عليها تقديم ضمانات كافية له وتسهيلات تتعلق بالطريقة التي سيخرج بها، وتقديم ضمانات بسلامة جميع أملاكه وأمواله الموجودة في الإمارات.

وكان مصدر مطلع قد أفصح في وقت سابق عن تسوية سياسية مقبلة، سيتولى في إطارها نجل الرئيس اليمني المخلوع أحمد المقيم في الإمارات، منصب وزير الدفاع في حكومة جديدة بموجب تسوية سياسية.

وكشف المصدر عن وجود ترتيبات لتقارب بين قيادات حزب “المؤتمر الشعبي العام” الموالية للرئيس المخلوع وقيادات الحزب الموالية للشرعية من جهة، وبين الرياض وأبوظبي من جهة ثانية، لتولي الحزب دورا فاعلا في المرحلة المقبلة، إلا أن بمقتل صالح تم إحباط كل المخططات والتربيطات.

وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم جماعة "الحوثي"، اليوم الإثنين، إن دولة الإمارات "أوصلت" صالح إلى هذه "النهاية المخزية"، في إشارة إلى مقتله.

وأضاف "عبد السلام"، في تصريح لقناة المسيرة التابعة لجماعته، أن "زعيم الميليشيات (صالح) وعناصره ارتكبوا جريمة كبيرة باستهداف مؤسسات الدولة وساهموا في مؤامرة خطيرة مع العدوان (في اشارة الى التحالف العربي)".

وأوضح أن الإمارات "أوصلت زعيم ميليشيا الخيانة إلى هذه النهاية المخزية".

تفاصيل مقتل صالح

وأكد قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

وقال القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الحوثيين أعدموا "صالح" رميا بالرصاص إثر توقيف موكبه قرب صنعاء بينما كان في طريقه إلى مسقط راسه في مديرية سنحان جنوب العاصمة.

وكشف أن صالح فر من صنعاء باتجاه مسقط رأسه إلا أن الحوثيين أوقفوا موكبه على بعد 40 كيلومترا جنوبي صنعاء بينما كان متجها نحو سنحان واقتادوه إلى مكان مجهول حيث أعدموه رميا بالرصاص.

ونفى القيادي ما تردد عن مقتل صالح خلال عملية تفجير منزله اليوم في صنعاء.

كما أكد المصدر نفسه مقتل ياسر العواضي الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر وعضو البرلمان اليمني والذي كان برفقة صالح، لافتا أن العواضي قتل أيضا رميا بالرصاص.

وأظهرت لقطات مصورة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مسلحين تابعين للحوثيين يحملون جثة قالوا إنها تعود لصالح، وأظهرت اللقطات إصابة الأخير بطلقات نارية في رأسه ومواقع أخرى في جسده، قبل وضعه في سيارة تابعة لهم.

كما أظهرت المشاهد التي التقطت في مناطق صحراوية نائية، تأكيد المسلحين التابعيين للحوثيين أن المقتول هو الرئيس السابق.

من جانبها أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في بيان مقتل صالح وعدد من العناصر الموالية له، والسيطرة الكاملة على مواقع القوات الموالية في الحي السياسي جنوبي صنعاء.

وقالت الجماعة في بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة لها، أن "الوزارة تعلن انتهاء أزمة مليشيا الخيانة (في إشارة لقوات صالح) بإحكام السيطرة الكاملة على أوكارها وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره".