الخليج أونلاين-
كان عام 2017 الثالث في عمر الحرب الحالية التي يشهدها اليمن بين القوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي من جهة ومليشيا الحوثي من جهة أخرى، لكنه كان الأقل من حيث الحصاد العسكري، مقارنة بعامي 2015 و2016 اللذين سجلا انتصارات كبيرة للشرعية والتحالف.
وشن التحالف بقيادة السعودية عملية "عاصفة الحزم" في 26 مارس 2015 لمساندة الشرعية في اليمن بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي.
إذ لم ينته العام إلا وقد تم تحرير محافظات عدن ولحج، وأجزاء كبيرة من أبين وشبوة، إضافة إلى قاعدة العند الاستراتيجية، ومضيق باب المندب ومحافظة مأرب، باستثناء صرواح المتاخمة لصنعاء ومركز محافظة الجوف.
ورغم أن 2017 خلا من المفاوضات السياسية خلاف عامي 2015 و2016، فإنه لم يشهد عمليات الحسم المنتظرة لإنهاء الحرب.
وفي 7 يناير من العام المنصرم سيطرت القوات اليمنية، بدعم من التحالف العربي، على معسكر العمري في بلدة "ذوباب" قرب باب المندب، في عملية "الرمح الذهبي" التي استعادت مدينة "المخا" وميناءها التاريخي المطل على البحر الأحمر.
كما حققت القوات الحكومية تقدماً طفيفاً في مديرية "صرواح" بمحافظة مأرب، ونهم شرقي صنعاء، وسيطرت على بعض المناطق في محافظات الجوف وحجة وصعدة على الحدود اليمنية مع السعودية.
- عمليات بحرية
وشهد يوم 30 يناير تعرض فرقاطة سعودية لهجوم بثلاثة زوارق للانقلابيين غرب ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها.
وفي 14 من يونيو أعلن الحوثيون استهداف بارجة حربية تابعة للتحالف العربي قبالة سواحل مدينة المخا على البحر الأحمر، واعترف الأخير بتعرض سفينة إماراتية لهجوم حوثي.
وفي نهاية يوليو، أعلنت مليشيا الحوثي قصف سفينة إماراتية محملة بعتاد حربي قبالة سواحل المخا.
- سقوط طائرات
في 19 من أبريل، قتل 12 عسكرياً سعودياً في تحطم مروحية عسكرية كانوا على متنها بمأرب في حادث غامض (لم تُعرف أسبابه).
كما سقطت مروحية إماراتية في منتصف شهر أغسطس بمحافظة شبوة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجنود كانوا على متنها.
وفي 11 من سبتمبر أعلنت الإمارات تحطم مقاتلة تابعة لها ومقتل قائدها في اليمن، إثر خلل فني فوق مياه البحر الأحمر.
الخامس من يونيو شهد إنهاء التحالف بقيادة الرياض مشاركة القوات القطرية على إثر الأزمة الخليجية، التي بدأت بمقاطعة السعودية والإمارات والبحرين لدولة قطر وفرض حصار عليها.
وفي 10 من يونيو استشهد قائد اللواء (29 ميغا)، المسمى بلواء "العمالقة"، العميد حميد التويتي، في جبهة نهم شرق صنعاء.
وأطاح الرئيس هادي باللواء محمد علي المقدشي من رئاسة هيئة أركان الجيش الوطني، وعيَّن اللواء طاهر العقيلي بدلاً عنه، في 4 من سبتمبر.
وبنهاية الشهر ذاته أعلن الجيش السوداني استشهاد 412 عسكرياً من قواته المشاركة ضمن التحالف المساند للشرعية في اليمن.
- تطورات باليسيتية
أعلن الحوثيون، في الرابع من نوفمبر الماضي، في تطوّر عسكري لافت، إطلاق صاروخ باليستي من نوع "بركان 2"، يبلغ مداه 750 كم، صوب مطار الملك خالد بالرياض، تبعه صاروخ آخر صوب قصر اليمامة بالرياض، يوم 19 ديسمبر، فيما قالت السعودية إنها اعترضتهما.
الحوثيون أعلنوا أيضاً إطلاق صاروخ مجنح من نوع "كروز" على مفاعل براكة النووي في أبوظبي في 3 ديسمبر، وهو ما نفته أبوظبي.
ووفقاً لمتحدث باسم التحالف العربي، فإن مجموع الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على السعودية بلغ 78 صاروخاً، ويعود أول صاروخ إلى يونيو 2015، عندما أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ من نوع "سكود" صوب مدينة "خميس مشيط" السعودية.
وتزامن التصعيد الصاروخي مع استمرار المعارك على طول الحد الجنوبي للمملكة، والتي خلّفت قتلى من الحوثيين والجنود السعوديين.
- تصعيد أمريكي
وصُنّف 2017 بكونه عام التصعيد غير المسبوق في موجة الضربات الأمريكية التي تستهدف المشتبهين في الانتماء لتنظيم "القاعدة" في اليمن، إذ أعلنت واشنطن تنفيذ أكثر من 120 ضربة جوية وعمليات ميدانية متعددة خلال العام ذاته.
وكانت أبرز العمليات في 28 يناير الماضي، حينما نفّذ الجيش الأمريكي أوسع عملية عسكرية له في اليمن ضد التنظيم في الجزيرة العربية، شملت غارات جوية وإنزالاً لعناصر من الكوماندوس في منطقة يكلا، بمحافظة البيضا.
ونتج عن العملية سقوط 15 قتيلاً، بينهم مدنيون، فيما أسقط مسلحو التنظيم ورجال القبائل مروحيتين نوع "أباتشي"، وقتل جندي أمريكي على الأقل.
وفي أواخر الشهر ذاته أجرت قوات أمريكية خاصة عمليات إنزال جوي على بلدة ولد ربيع، بمحافظة البيضاء، أسفرت عن مقتل 14 من عناصر القاعدة في العملية التي استخدمت فيها طائرات أباتشي وطائرات من دون طيار، وفقاً للرواية الأمريكية، فيما أشارت روايات أخرى إلى سقوط قتلى مدنيين بينهم نساء وأطفال.
ونفذت قوات أمريكية، في 2 مارس، عملية إنزال "فاشلة" على منطقة شقر الساحلية شرق محافظة أبين، جنوبي البلاد.
- ختام ساخن
في الثاني من ديسمبر اندلعت اشتباكات بين الحوثيين وحليفهم صالح في صنعاء، انتهت بمقتل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات في عدد من أحياء العاصمة، وهو الحدث الأبرز، بحسب مراقبين.
وكانت اشتباكات سابقة اندلعت بين شركاء الانقلاب في 24 أغسطس، قتل فيها القيادي بحزب المؤتمر، والمقرب من صالح، خالد الرضي.
وتمكن الجيش الوطني، في السابع من الشهر نفسه، من شن هجوم واسع على مواقع الحوثيين في الساحل الغربي، وحقق تقدماً مهماً، انتهى بالسيطرة على مدينة الخوخة أولى مديريات محافظة الحديدة.
وتم في 18 ديسمبر أيضاً، استكمال تحرير محافظة شبوة، بعد طرد المسلحين الحوثيين من آخر معاقلهم؛ في مديريات بيحان وعسيلان، واستمرت المواجهات بتحرير مديرية النعمان وأجزاء من مديرية ناطع في البيضاء، التي لا تزال فيها المعارك مستمرة.
فيما تمكنت قوات الجيش الوطني، السبت (30 ديسمبر)، من السيطرة على منطقة اليتمة بمحافظة الجوف، والدخول إلى أولى مناطق مديرية برط العنان وبالتزامن مع استمرار القتال في البقع بصعدة معقل الحوثيين.
كما اندلعت مواجهات بالأسلحة الرشاشة بين رجال القبائل الموالين لصالح والحوثيين في مديرية همدان شمال صنعاء، قبل يوم من نهاية العام، بفعل توتر سببه محاولة الحوثيين فرض خطيب جمعة موالٍ لهم في المنطقة، لكن الأهالي منعوه من اعتلاء المنبر.
- العام المقبل
النهاية الساخنة للعام 2017 والتي خسر فيها الحوثيون بيحان شبوة ومناطق في البيضاء والخوخة في الحديدة، إضافة إلى مزيد من التوغل لقوات الشرعية في منطقة نهم بالعاصمة صنعاء، وهو ما قد يمهد لعام جديد ساخن عسكرياً.
وما يعزز ذلك التقارب السعودي الإماراتي مع حزب "الإصلاح"، وهو ما قد ينهي مبررات عدم اتخاذ قرار الحسم العسكري في محافظات مثل تعز، وكذلك انتهاء التحالف بين الحوثيين مع حزب المؤتمر بعد مقتل المخلوع، إذ يتوقع مراقبون أن يخسروا مزيداً من المناطق، خصوصاً تلك التي فيها أغلبية لأنصار صالح.