سياسة وأمن » حروب

مشرّعون أمريكيون: حرب السعودية باليمن زادت تغلغل إيران و"القاعدة"

في 2018/03/01

ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-

دعا كل من السيناتور الجمهوري مايك لي، والسيناتور المستقل بيرني ساندرز، والسيناتور كريس ميرفي، الأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، إلى ضرورة وقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وأكدا في مقال مشترك، نشر الخميس في صحيفة الواشنطن بوست، أن اليمن تشهد خلال كل 10 دقائق وفاة طفلٍ دون سن الخامسة من العمر، والأسباب وراء ذلك يمكن الوقاية منها، وهذه إحدى الحقائق المروعة التي خلفتها الحرب في اليمن، الجارية منذ ثلاث سنوات.

وتابع المقال: "لقي 10 آلاف مدني مصرعهم، وأصيب أكثر من 40 ألفاً آخرين في هذه الحرب، في حين لا يزال هناك نحو 15 مليون شخص غير قادرين على الحصول على مياه نظيفة وصرف صحي، فضلاً عن 17 مليون شخص، يمثلون 60% من مجموع السكان، لا يحصلون على الغذاء بطريقة مستمرة ومعرضون للمجاعة".

ويقول أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي: إن وقوع مثل هذه المآسي تدفع الشعب الأمريكي للمساعدة، وقد قدم الأمريكيون فعلاً حتى الآن 768 مليون دولار لمساعدة الشعب اليمني، لكن ما لا يعرفه الكثير من الأمريكيين أن الجيش الأمريكي يسهم في زيادة الأزمة الإنسانية؛ من خلال مساعدة أحد أطراف الصراع الذي يقوم بقصف المدنيين الأبرياء، مما يعني فشل الحكومة الأمريكية.

الولايات المتحدة الأمريكية دعمت الحرب في اليمن التي شنتها السعودية في مارس من العام 2015، لدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على أجزاء واسعة من البلاد، ومن ضمنها العاصمة صنعاء.

وسرعان ما سمحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ودون التشاور مع الكونغرس، للقوات العسكرية الأمريكية بتقديم "الدعم اللوجستي والاستخباراتي" للتحالف العربي بقيادة السعودية، ولا يزال هذا الدعم مستمراً إلى يومنا هذا، حيث تقوم القوات الأمريكية بالتنسيق مع التحالف بقيادة السعودية، بحسب ما أعلنه وزير الدفاع جيمس ماتيس، في ديسمبر الماضي.

ويرى أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن الكونغرس لم يعطِ الإذن باستخدام القوة العسكرية في هذا الصراع، ومن ثم فإنه ينبغي على الولايات المتحدة أن يقتصر دورها على تقديم المساعدة الإنسانية.

وأوضحوا أنهم تقدموا بطلب للتصويت على المشاركة الأمريكية في حرب اليمن، لأنه إذا لم يأذن الكونغرس فإن على الولايات المتحدة أن تنسحب من تقديم الدعم والانخراط بهذه الحرب، خاصةً أن المادة 8 من المادة الأولى في الدستور الأمريكي تنص على أن للكونغرس سلطة إعلان الحرب.

نعم، قد يسمح الرئيس بعمليات عسكرية في حالات الطوارئ، مثل الغزو الأجنبي، لكن الحرب الأهلية في اليمن، وما خلفته من نتائج مأساوية، لا تعتبر حالة طارئة.

ورأى النائبان أن مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في حرب اليمن أثبتت أنها جاءت بنتائج عكسية، خاصة فيما يتعلق بالحرب على تنظيم "القاعدة"، فقد خلصت تقارير وزارة الخارجية حول الإرهاب إلى أن الحرب اليمنية، ساعدت على توسع انتشار تنظيم القاعدة في البلاد، علاوة على أن القلق من دعم إيران للمتمردين الحوثيين لم ينخفض رغم الحرب، بل إنه زاد، وزادت معه فرص التغلغل الإيراني باليمن.