وكالات-
قدمت مصر، تصورا إلى السعودية، لإخراج الأخيرة من الأزمة في اليمن، مع دخول التحالف العربي بقيادة السعودية عامه الرابع، من دون الوصول لحلول حقيقية للأزمة، وسط انتقادات حقوقية ودولية كبيرة للرياض بسبب الانتهاكات، واستهداف المدنيين.
ويتضمن التصور، الذي أعدته دوائر مصرية سيادية من المخابرات، «اعتراف السعودية بنفوذ الحوثيين بعدد من المناطق، واعتماد نظام قائم على المشاركة معهم»، حسب ما تحدثت مصادر لصحيفة «العربي الجديد»
وقالت المصادر، إن التصور جاء بعد عقد الجانب المصري، عبر جهاز الاستخبارات العامة، لقاءات عدة مع قيادات حوثية زارت القاهرة بشكل غير معلن، خلال الفترة الأخيرة.
وأوضحت المصادر أن هذا التصور «حظي بموافقة حوثية مبدئية، إذ أكد ممثلوهم خلال اللقاءات التي عقدت في القاهرة، استعدادهم للتعاطي معه بشكل إيجابي وجاد، حال أعلنت السعودية موقفا واضحا منه».
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، طرح هذا التصور، على ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، التي استغرقت 3 أيام.
وكشفت المصادر أن «بن سلمان» أبدى تجاوبا مع المقترح المصري، إذ أكد خلال اجتماعاته في القاهرة، «استعداد السعودية خلال الفترة المقبلة تبني وجهات نظر جديدة ربما يكون بعضها مناقضا لمواقف سابقة للمملكة».
وحسب المصادر، فإن «بن سلمان» قال إن «كثيرا من السياسات والمواقف التي اتخذتها الرياض في وقت سابق، أدت لتوسع النفوذ الإيراني في المنطقة، وليس العكس، وهو ما يستوجب إعادة النظر في كثير من السياسات والمواقف السعودية».
ويقاتل تحالف بقيادة السعودية، ومدعوم من الولايات المتحدة، المسلحين «الحوثيين» المتحالفين مع إيران في اليمن، منذ عام 2015، في مسعى لتعزيز سلطة الرئيس «عبدربه منصور هادي».
ولطالما كانت الخسائر المدنية الكبيرة في الحرب مصدرا للتوتر مع الكونغرس الأمريكي وأثارت تهديدات بعرقلة المساعدة للتحالف.
وأودت الحرب بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، وشردت أكثر من مليونين، ودفعت اليمن إلى حافة المجاعة.