ذا إنترسبت- ترجمة محمد الجوهري -
اعترف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال «جوزيف فوتيل» بأن البنتاجون لا يعرف الكثير عن الغارات الجوية التي تشنها السعودية والإمارات في اليمن، والتي تدعمها الولايات المتحدة بالأسلحة الموجهة والذخائر الدقيقة الذكية، علاوة على التزود بالوقود.
وقال الجنرال «فوتيل»، خلال رده على سؤال من سيناتور ماساتشوستس «إليزابيث وارن»، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، حول تتبع (البنتاغون) مهمات الطائرات السعودية التي يتم دعمها بالذخائر والوقود في اليمن: «لا.. لم نفعل ذلك»، بحسب صحيفة «ذا إنترسبت».
ولفتت السيناتور «وارن» إلى ضربة جوية شنها التحالف العربي بقيادة السعودية، خلال فبراير/شباط الماضي، في محافظة صعدة وقتلت حوالي خمسة من المدنيين، مؤكدة أن الطاقم الطبي الذي هرع لمساعدة الجرحى وإخلاء القتلى، تم استهدافه هو الآخر بضربة جوية أخرى.
ومضت بالقول: «عندما نتلقى تقارير مثل هذه من منظمات إعلامية ذات مصداقية أو مراقبين خارجيين، هل تستطيع القيادة المركزية الأمريكية معرفة ما إذا كان وقود الولايات المتحدة أو ذخائرها يستخدم على النحو الصحيح في اليمن؟».
وأجاب الجنرال «فوتيل»: «لا نستطيع التأكد».
ولفتت «ذا إنترسبت» إلى أنه منذ أن بدأت حرب اليمن منذ ثلاث سنوات ، قتل التحالف الذي تقوده السعودية آلاف المدنيين، وشن غارات استهدف بعضها مستشفيات ومراكز المدنية.
وتزود الطائرات الأمريكية، المقاتلات التي تنطلق من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وأعضاء آخرين في التحالف بالوقود، علاوة على إرسال (البنتاغون) الذخائر الدقيقة الموجهة بالليزر وإحداثيات الاستهداف، ورغم ذلك يسقط ضحايا مدنيين بالمئات، مما يثير تساؤلات حول المسؤولية الأمريكية في جرائم الحرب، بحسب الصحيفة.
ومنذ ساعات، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن «حالة من الإحباط الكبير تعم الكونغرس الأمريكي»؛ بسبب تولي السعودية زمام العملية في اليمن، التي شملت على الأقل توجيه 85 ضربة جوية «غير شرعية» للتحالف، أدت إلى مقتل 1000 مواطن تقريباً، حسبما ذكرت مؤسسة «هيومان رايتس ووتش».
والشهر الماضي، قدم كلٌ من السيناتور «بيرني ساندرز» و«مايك لي»، اقتراحا لإجراء تصويت بمجلس الشيوخ على مشروع قرار بموجب قانون سلطات الحرب، والذي يشترط انسحاب القوات الأمريكية من التدخل في «الأعمال العدائية» باليمن بخلاف تلك التي تشارك تحديداً في مكافحة الإرهاب.
وبصفته قانوناً يحظى بالأولوية، سيذهب مباشرةً إلى المجلس ولن يتطلب سوى 50 صوتاً لإقراره.
كما تقدَّم نائبان آخران بمشروع قرارٍ، يطلب من وزير الخارجية التصديق، بشكلٍ متكرر، على مشاركة السعودية "في جهود عاجلة وفعالة" من أجل التفاوض بشأن إنهاء الحرب، واتخاذ "إجراءات مناسبة" لتخفيف الأزمة الإنسانية هناك.
السيناتور «إليزابيث وارن» أبدت إحباطها، هي الأخرى، من إجابات قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط حول الأمر، قائلة إن عدم وضوح البيانات لدى الجيش الأمريكي عن حقيقة ما تفعله الغارات الجوية السعودية في اليمن، «يدفعنا لدعم مشروع قرار السيناتور بيرني ساندرز ومايك لي».
وأضافت أن إيران تلعب دورا أيضا في تأجيج الصراع وزيادة المعاناة في اليمن، لكنها أردفت: «فلنكن واضحين.. المملكة العربية السعودية هي التي تتلقى الأسلحة الأمريكية والدعم الأمريكي، وهذا يعني أننا نتحمل بعض المسؤولية هنا، وهذا يعني أننا بحاجة إلى مساءلة شركائنا وحلفائنا عن كيفية استخدام تلك الموارد».
ولفتت «ذا إنترسبت» إلى تقرير لها، نشرته أواخر العام الماضي، وكشف أن القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط لا تعرف كمية الوقود التي يتم تفريغها لطائرات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وهو التقرير الذي أثار الجدل بالولايات المتحدة.
وقبل عدة أشهر، أسقط مجلس الشيوخ، بفارقٍ بسيط في الأصوات، مشروع قانون كان ينص على منع أمريكا من بيع الذخائر دقيقة التوجيه إلى السعودية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، مرَّر مجلس النواب، بأغلبية ساحقة، قراراً ينص على عدم شرعية إمداد أمريكا الطائرات الحربية السعودية بمعلومات الاستهداف والوقود بموجب القانون الحالي.
ووسط كل هذه التطورات، ينتظر ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» أياما صعبة في الولايات المتحدة، والتي يعتزم زيارتها خلال الأيام المقبلة، وعليه أن يحضر أجوبة لعاصفة التساؤلات التي انطلقت في الكونغرس، بحسب ما أكدته «واشنطن بوست».