من غير المرجح أن تلبّي الولايات المتحدة مناشدة الإمارات بالمساعدة العسكرية الأمريكية في الاستيلاء على ميناء يمني رئيسي من أيدي المقاتلين المدعومين من إيران، في الوقت الذي يحاول فيه زعماء العالم حماية دفعة جديدة للسلام من قبل الأمم المتحدة، وفقا لما قالته مصادر مطلعة على المناقشات.
وقد سعت الإمارات للحصول على مساعدة إستخباراتية أمريكية ورحلات مسح ومراقبة بالطائرات دون طيار، لكن المسؤولين الأمريكيين والدوليين يشعرون بالقلق من أن معركة كبيرة على الميناء يمكن أن تعمق الأزمة الإنسانية هناك وتعطل جهود السلام.
وفي مكالمة في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبرت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» أنها قلقة من أن يموت النساء والأطفال في القتال على الميناء، وأخبرها الرئيس أنه يشاطرها هذه المخاوف، وفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة.
تشارك الولايات المتحدة بالفعل عددًا محدودًا من المعلومات الاستخبارية مع الإمارات والسعودية، معظمها يركز على محاربة القاعدة، وليس قوات الحوثي، كما تساعد الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية من خلال القيام بعمليات إعادة التزود بالوقود للطائرات الحربية في الجو، وبيع الصواريخ الموجهة للدول الخليجية، وتوفير قوات خاصة للعمل مع قوات الإمارات داخل اليمن لاستهداف المتشددين الإسلاميين الذين استفادوا من الفراغ الأمني.
تعتبر إدارة «ترامب» اليمن مشكلة إستراتيجية بسبب دعم إيران للمقاتلين الحوثيين، الأمر الذي تعتبره الولايات المتحدة جهدا من جانب طهران لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، ويقوم المتمردون الحوثيون بإطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع بشكل منتظم على السعودية المجاورة، رغم أن طهران تنكر أنها قدمت مثل هذه الأسلحة إلى المقاتلين اليمنيين.
سعي أكثر جديّة للسلام
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة: «ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة وضمان استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، إننا نحث على الابتعاد عن أي خطوات من شأنها أن تعرقل قدرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة على إحياء محادثات السلام».
وسعى السيد «غريفيث» إلى تجنب القتال في الميناء من خلال الحديث في الأيام الأخيرة إلى الحوثيين حول تسليم السيطرة عليه إلى القوات المدعومة من الإمارات، وفقاً لأشخاص مطّلعين على المناقشات، لكن يبدو أن تلك الجهود قد فشلت.
وفي الولايات المتحدة، حاول المشرّعون من كلا الحزبين قطع الدعم العسكري الأمريكي عن القتال في اليمن، ويرجع ذلك جزئياً إلى المخاوف من أن الرياض وأبوظبي لا يبذلان ما في وسعهما لتقليل عدد المدنيين الذين يُقتلون بواسطة الغارات الجوية، والتي تعتمد الكثير منها على ذخيرة أمريكية الصنع.
وقال كل من السيناتور «تود يونج» والسيناتور «جين شاهين» في بيان مشترك: «كلما طالت هذه الحرب، وكلما ازدادت الأزمة الإنسانية سوءاً، ازدادت الفرص أمام طهران لتقويض مصالحنا في المنطقة، ومع ذلك، ينبغي على السعودية والإمارات أن تفهما أن الهجوم على ميناء الحديدة -الذي يعد حيوياً للغاية لمنع المجاعة في اليمن- سيحفز معارضة إضافية غير مسبوقة في الكونغرس لأنشطة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن».