الخليج أونلاين-
لم يحقق التحالف العربي بقيادة السعودية مكاسب كبرى في هجومه لانتزاع السيطرة على ميناء الحُديدة اليمني من يد الحوثيين الموالين لإيران، وسط تضارب في الأنباء حول ما يجري هناك.
وأعلن التحالف في 20 يونيو الماضي، أنه سيطر على مطار الحُديدة، لكن مصادر في الجيش المحلي وجماعات الإغاثة قالت لوكالة "رويترز" إنه ليس هناك سيطرة كاملة على المطار والمنطقة المحيطة به، والتي تمتد إلى مسافة 20 كيلومتراً لأي من الجانبين.
وقال محمد علي الحوثي القيادي في الجماعة: إن "التحالف لم يسيطر على الإطلاق على المطار". في حين أكد هذا الكلام مصدرٌ في الجيش اليمني المؤيد للتحالف للوكالة، بالقول إن الحوثيين يسيطرون على الضواحي الشمالية للمنطقة، في حين تحاول القوات التي يدعمها التحالف الحفاظ على مواقعها على المشارف الجنوبية.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول إغاثة كبير -طلب عدم ذكر اسمه- قوله إن قوات التحالف اخترقت في البداية محيط المطار، "لكن الأمر لم يدُم سوى أقل من 24 ساعة، وتم إخراجهم من هناك"، رغم نفي المسؤولين السعوديين هذه الأخبار.
من جهته قال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف، الاثنين، إن المطار حالياً تحت سيطرة التحالف على الرغم من أن مسلحي الحوثيين يواصلون "إطلاق النار بشكل غير مباشر" من المناطق المحيطة صوب المطار، مضيفاً أن "التحالف يسيطر بالكامل على المطار، وليس هناك وجود لمسلحين حوثيين في محيطه".
وشن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات هجوماً على المدينة المحصنة المطلة على البحر الأحمر في 12 يونيو الماضي، بأكبر معركة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، وتخشى الأمم المتحدة أن تتسبب في مجاعة ونزوح أكثر من ربع مليون إنسان.
وتعهدت دول التحالف بتنفيذ عملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري في الحديدة دون دخول مركز المدينة؛ سعياً لتقليص الخسائر في صفوف المدنيين وتجنب عرقلة العمل بالميناء، الذي يعد شرياناً لملايين في البلاد، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 8.4 ملايين نسمة فيها على شفا المجاعة.
لكن التحالف لم يحقق تقدماً يُذكر في الحملة، التي تقول الرياض وأبوظبي إنها تهدف إلى قطع خط إمداد الحوثيين الرئيسي وإجبار الجماعة على الجلوس إلى مائدة التفاوض.
وبعد أن أعلنت الإمارات وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية لإعطاء جهود الوساطة من الأمم المتحدة فرصة للنجاح، اندلع القتال مجدداً يومي الجمعة والسبت، في الوقت الذي حاولت فيه القوات المدعومة من التحالف دفع مسلحي الحوثيين للتقهقر بعيداً عن الساحل؛ لتأمين الشريط الساحلي جنوبي الحديدة.
وتقول الأمم المتحدة إن الحوثيين عرضوا تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة في إطار اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، لكن التحالف قال إن على الحوثيين الانسحاب من الساحل الغربي.
وتدخَّل التحالف العربي بحرب اليمن في 2015؛ لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دولياً، لكن لم يحقق أي طرف تقدماً حاسماً في الصراع، الذي يُعتبر على نطاق واسع حرباً بالوكالة بين السعودية وإيران.