وكالات-
تسهم المعلومات الاستخباراتية في تحقيق أهداف الجيوش خلال الحروب، وتلعب دوراً هاماً في تحقيق النصر بالمعارك وتغيير مسارها، في حال كانت تلك المعلومات التي تُقدَّم لقيادات الجيش دقيقة، ولكن في حال كانت المعلومات غير صحيحة فالنتائج ستكون معاكسة.
ولم يكن الحال جيداً بالنسبة للتحالف السعودي-الإماراتي في حربه على اليمن، فهذان الجيشان دخلا هذه الحرب وهما يفتقران إلى معلومات استخباراتية عن أرض المعركة، حيث ارتكبا العديد من الأخطاء الفادحة خلال قصف أهدافهما، والتي كان أغلبها يوقع قتلى من المدنيين والأطفال.
وبدأ التحالف، الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن قبل ثلاثة أعوام، بحالة من الحماسة التي غلبت على الدقة والمعلومات الاستخباراتية، حيث كانت الطائرات تقلع من قواعدها العسكرية من الرياض، وأبوظبي، وبعض دول التحالف، وتنفذ مهمات تفتقر إلى قواعد الاشتباك الدولية، حسب مؤسسات دولية ومحلية.
ومن اللحظات الأولى لبدء الحرب على اليمن، لم يكن التحالف السعودي-الإماراتي يمتلك بنك أهداف له في اليمن، حيث انطلقت الحرب استناداً إلى معلومات استخباراتية أمريكية وليست سعودية، وهي نقل 300 صاروخ سكود في اليمن عن طريق إيران، حسبما كشف مسؤول سعودي وقتها.
ويعود مصدر هذه المعلومات الأمريكية إلى أنظمة المراقبة الحديثة التي تمتلكها الولايات المتحدة كالأقمار الاصطناعية، حيث أصبحت السعودية تتلقى معلوماتها الاستخباراتية عن حربها في اليمن من هذه الدول.
معركة بلا معلومات!
وفي العمق اليمني، أظهرت الطائرات السعودية والإماراتية مدى الضعف والافتقار لدى أجهزة الرياض وأبوظبي الاستخباراتية؛ إذ دائماً ما تشن غارات على أهداف دون معلومات استخباراتية سابقة، وكان آخرها قصف حافلة الأطفال في صعدة والذي تسبب في مقتل 51 طفلاً.
وأقر التحالف السعودي-الإماراتي، بعد إدانات دولية غاضبة وواسعة لمسؤوليته عن القصف، بوجود معلومات استخباراتية خاطئة من قِبل أجهزته، أدت إلى قصف حافلة الأطفال في صعدة.
وجاء الإقرار بالفشل الاستخباراتي السعودي، على لسان المستشار القانوني للتحالف، منصور أحمد المنصور، حيث أكد أن الغارات تمت استناداً إلى معلومات استخباراتية بأن الحافلة كانت تقلُّ قياديِّين حوثيِّين، وهو ما يجعلها "هدفاً عسكرياً مشروعاً".
ولم تكن الغارة على حافلة أطفال صعدة هي الوحيدة التي أخطأ فيها التحالف؛ إذ قصف خلال حربه قاعة أفراحٍ وسط صنعاء، وأسواقاً شعبية؛ ما أدى إلى مقتل العشرات، بدعوى وجود قيادات حوثية.
وعلى الأرض، لم تقدم القوات العسكرية السعودية أي تقدُّم ملحوظ أو مهم خلال فترة حربها، سواء بالسيطرة على مدن يمنية حيوية، أو مساعدة حلفائها من الجيش اليمني على الأرض من خلال المعلومات والأمن.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات قد تسببت في مقتل أكثر من عشرة آلاف يمني، بينهم أكثر من ألفي طفل.
واتهمت الأمم المتحدة التحالف السعودي-الإماراتي بأن ضرباته الجوية في اليمن تسببت في خسائر شديدة بالأرواح بين المدنيين، وبعضها قد يصل إلى جرائم حرب.
وتعرضت أهداف سعودية وإماراتية استراتيجية لقصف مستمر من قِبل الحوثيين بصواريخ باليستية، ولم تتمكن أجهزة تلك الدول الاستخباراتية من الوصول إلى أماكن تخزين تلك الصواريخ، أو قصف أي من مُطلقيها.
وتمكن الحوثيون من قصف مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وقاعدة جازان جنوبي المملكة، ومطار أبها الإقليمي في عسير، بالإضافة إلى قصف أهداف أخرى داخل العمق السعودي، والوصول إلى مطار دبي الدولي من خلال طائرات مُسيَّرة.
ويكلف التصدي لهذه الصواريخ الكثير من المال؛ إذ يكلف الصاروخ الاعتراضي الواحد (باترويت) الخزينة السعودية نحو ثلاثة ملايين دولار، ويستلزم إسقاط الـ"سكود"، أو طائرة أكثر من صاروخ.
ودائماً تتهم القيادة السياسية السعودية والإماراتية إيران على الدوام بتزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية.