صحيفة "الواشنطن بوست"-
شنت صحيفة "الواشنطن بوست" هجوماً لاذعاً على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ على خلفية دعم إدارته للسعودية والإمارات في حربهما باليمن.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "أمريكا تُكرم أصدقاءها السعوديين بينما يموت أطفال اليمن"، إنه في يوم الأحد الماضي، شنت القوات المدعومة من الإمارات والسعودية هجوماً عنيفاً جديداً على ميناء الحُديدة اليمني، الذي يتدفق من خلاله 70% من إمدادات الغذاء والمساعدات والتي تصل إلى قرابة 8 ملايين شخص يواجهون خطر الموت جوعاً.
كما زعم التحالف السعودي - الإماراتي، يوم الأربعاء الماضي، أنه حظر طريقين رئيسيين للإمداد إلى المدينة، التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.
ومع تجدد المعارك حول الحديدة، عاد إلى الواجهة الحديثُ عن خطر انتشار وباء الكوليرا الذي بات يطارد اليمنيين، والمخاوف من أن يؤدي تجدد القتال إلى انتشاره بشكل تصعب السيطرة عليه، بحسب تصريحات لمسؤولين في الأمم المتحدة، التي دعت مراراً إلى ضرورة وقف إطلاق النار.
وفي خضم هذه الأحداث -تقول الصحيفة- عادت إدارة ترامب، الثلاثاء الماضي، وأمام الكونغرس، لتعلن أن السعوديين وحلفاءهم يبذلون كل ما في وسعهم للحد من مخاطر سقوط المدنيين، وأن الرياض تُسهل تقديم المساعدات الإنسانية لليمن؛ ومن ثم فإن على "البنتاغون" مواصلة تقديم الدعم للعمليات العسكرية السعودية - الإماراتية.
وكان الكونغرس الأمريكي قد فرض، الشهر الماضي، قيوداً على المساعدات اليمنية؛ رداً على الفظائع التي ترتكبها القوات السعودية والإماراتية، والتي قال فريق من الخبراء الدوليين إنها قد تصل إلى جرائم حرب، ومن بينها الغارة التي وقعت في التاسع من أغسطس الماضي، واستهدفت حافلة مكتظة بالأطفال؛ ما أدى إلى مقتل 51 شخصاً على الأقل، بينهم 41 طفلاً.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن القنبلة التي استهدفت الحافلة قنبلة أمريكية حصلت عليها السعودية من واشنطن، كما أن الدعم الأمريكي يتواصل من خلال تزويد طائرات التحالف السعودي-الإماراتي بالوقود.
وأبدى أعضاء في الكونغرس، مثل النائب تيد ليو، قلقهم من تواصل الدعم الأمريكي للتحالف، معربين عن خشيتهم من أن يُتهم عسكريون أمريكيون، بدعوى أنهم كانوا يساعدون ويحرضون على مثل هذه الجرائم التي يرتكبها التحالف السعودي - الإماراتي باليمن.
التشريع المتوقَّع أن يصدر من الكونغرس حيال دعم التحالف، بانتظار استكمال بقية الشهادات، وسبق ذلك ما أعلنه التحالف من أن استهداف حافلة الأطفال في اليمن لم يكن مبرراً، وهو الاعتراف الذي التقطته إدارة ترامب لتدعيم موقفها أمام الكونغرس.
غير أن شهادة المراقبين المستقلين تختلف عن شهادات عدد من المسؤولين في إدارة ترامب، الذين قالوا إن التحالف يتخذ إجراءات كافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين؛ إذ يرى فريق من الخبراء أن هناك القليل من الإدلة التي تشير إلى أن التحالف يتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
ويقول تقرير رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة والذي صدر في 28 أغسطس الماضي: "إن التحالف السعودي-الإماراتي هو المسؤول عن معظم الوفيات بين المدنيين خلال الحرب التي استمرت ثلاث سنوات".
كما ذكر تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن "التحقيقات التي أجراها التحالف بشأن الإصابات بين المدنيين لم تكن كافية، وأنها كانت للتغطية على جرائم الحرب التي تُرتكب في اليمن".
وتابعت "الواشنطن بوست": "لقد أصبح واضحاً منذ زمن بعيد، أن الحل في اليمن يجب أن يكون سلمياً وبرعاية الأمم المتحدة، وهو ما تؤكد إدارة ترامب دعمه، غير أن مؤتمر جنيف، الذي كان مقرراً أن يجمع أطراف الصراع اليمني، فشل بسبب عدم حصول الوفد الحوثي على ضمانات سعودية من أجل السفر".
ومباشرةً، عقب فشل اجتماع جنيف، شنت القوات السعودية-الإماراتية هجوماً جديداً على الحُديدة، وهو ما أعاد طرح السؤال عما إذا كان الحلفاء الخليجيون جادين في المضي بطريق السلام.
الأمر نفسه يمكن قوله عن إدارة ترامب، كما تقول الصحيفة، وهو ما يجب أن ينتبه إليه المشرعون، فإدارة ترامب خرقت قيود الكونغرس بشأن الدعم المقدم للتحالف السعودي-الإماراتي، ويجب على المشرعين ألا يدعوا ذلك.