وكالات-
كشفت مصادر طبية يمنية أن مستشفيات مدينة الحديدة استقبلت خلال الساعات القليلة الماضية، العشرات من القتلى والجرحى جراء الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين وقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان التحالف استئناف العمليات العسكرية الهادفة إلى السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في التحالف أن "القوات الموالية للحكومة تواصل العملية العسكرية التي بدأتها من عدة محاور لتحرير مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين".
وأفاد مسؤول في القوات الحكومية بأن طائرات التحالف شنت ضربات جوية مكثفة على مواقع للحوثيين داخل المدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر، كما قال المسؤول إن التحالف دفع بتعزيزات إلى المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة. وأكد سكان في الحديدة سماع دوي عدة انفجارات.
وذكر مسؤولون آخرون في القوات الحكومية أن معارك ضارية تجري في عدة محاور عند أطراف الحديدة، وقال شهود إن آليات تابعة للحوثيين توجهت نحو أطراف المدينة.
وقالت مصادر ميدانية إن التحالف العربي في اليمن نفذ، خلال الساعات القليلة الماضية، إنزالا جويا وبحريا عبر عدة جهات حول الحديدة.
من جانب آخر، قالت قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة للحوثيين إن غارة للتحالف بقيادة السعودية استهدفت الكلية البحرية في مدينة الحديدة اليمنية.
وذكر مراسل وكالة "أسوشييتد برس" الصحافي "أحمد الحج"، عبر صفحته في "فيسبوك"، أن "خبراء أمريكيين يتواجدون في منطقة الساحل الغربي، وشاركوا في اجتماعات عدة مع قيادات عسكرية تابعة للتحالف العربي في وضع خطة اقتحام الحديدة والسيطرة على الميناء، خلال فترة لا تتجاوز شهر سبتمبر الجاري".
ووفقا لـ"الحج"، فإن "دور الخبراء الأمريكيين هو تمكين القوات المهاجمة من تحقيق تقدم عسكري لافت نحو المدينة، قلما يتحقق في معارك مماثلة في الساحل الغربي".
وأضاف: "يعتقد مراقبون أن تحرير الحديدة سيمكن البحرية الأمريكية من ناحية العودة لاستخدام ميناء الحديدة والاستفادة من خدماته، ومن ناحية أخرى وهي الأهم، أن البحرية الأمريكية ستفرض الهيمنة الأمنية والعسكرية على منطقة مياه البحر الأحمر وحتى خليج عدن، وصولاً إلى شواطئ محافظة المهرة على حدود سلطنة عمان. كما أن السفن الأمريكية العاملة في البحر الأحمر والقريبة من الحديدة لن تكون هدفاً للصواريخ الحوثية".
وجاءت هذه التطورات بعدما كانت المعارك قد تراجعت خلال الـ48 الساعة الأخيرة، مع تواصلها بصورة متقطعة في نقاط الاشتباك الرئيسية جنوب الحديدة، ومع استمرار الطرفين باستقدام تعزيزات إلى محيط منطقة كيلو 16، على طريق الحديدة صنعاء. وهي النقطة التي تسعى قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية المدعومة من التحالف بواجهة الإمارات، لاستكمال السيطرة عليها، لتأمين مواقعها في المناطق التي تقدمت فيها خلال مواجهات الأسبوع الأخير.
وبرزت ملامح حالة الاستنفار من قبل الحوثيين، بإرسال المزيد من التعزيزات والقوات إلى المناطق القريبة من المواجهات. وتكثيف الانتشار في الحديدة والمداخل المؤدية إليها.
ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر ميدانية قولها إن "الحوثيين استخدموا مكبرات الصوت في بعض أحياء مدينة الحديدة بما فيها مكبرات الصوت في المساجد لحشد مقاتلين ودعم عناصرهم الذين يشتركون في القتال".
كما طالب الحوثيون عبر وسائل الإعلام المؤيدة لهم، وبينها قناة "المسيرة"، مؤيديهم بالدفاع عن مدينة الحديدة في ظل تصاعد المعارك.
ومنذ 13 يونيو/حزيران الماضي، تنفذ القوات الحكومية بإسناد من التحالف عملية عسكرية للسيطرة على الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر من مسلحي الحوثيين، وسيطرت خلالها على المطار، قبل أن تتوقف لاحقا إفساحا للمجال أمام المفاوضات السياسية.