سياسة وأمن » حروب

السويد.. انطلاق مشاورات "الوقت الضائع" للسلام في اليمن

في 2018/12/07

وكالات-

انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم الخميس، مشاورات السلام اليمنية التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بين الفرقاء اليمنيين، والتي يُنظر إليها على أنها تأتي في "الوقت الضائع"؛ لكونها تُعقد للمرة الأولى منذ عامين، بهدف التوصل إلى حل سياسي يوقف الحرب المستمرة منذ عام 2015.

وقالت مارغو والستروم، وزيرة خارجية السويد، خلال افتتاح المؤتمر: "المسؤولية تقع على عاتق الأطراف اليمنية لإنجاح جهود المبعوث الدولي مارتن غريفيث".

من جانبه قال مارتن غريفيث: "مستقبل اليمن بين أيدي الحاضرين اليوم، وما تلقّيته من رسائل من أطراف الأزمة هو الرغبة في تخفيف أعمال العنف في البلاد".

كما أوضح أنه سيجري بحث مشكلة مطار صنعاء خلال المشاورات، مضيفاً: "سنسعى لاتفاق يقوم على مبادرة مجلس التعاون والحوار الوطني وقرار مجلس الأمن".

ومع بداية المفاوضات، بدأت التصريحات المضادّة تخرج من الوفدين؛ حيث نقلت وسائل إعلام عن وفد الحكومة اليمنية مطالبته بانسحاب مليشيا الحوثي بالكامل من مدينة الحديدة الاستراتيجية.

من جهتها هدّدت مليشيا الحوثي بإغلاق مطار صنعاء أمام الأمم المتحدة في حال عدم فتحه أمام الطيران المدني.

وكان وفد الحكومة اليمنية وصل من السعودية إلى السويد، مساء أمس الأربعاء، عقب وصول وفد الحوثي عن طريق عُمان والكويت لحضور المحادثات.

وقال مصدر بالأمم المتحدة لوكالة "رويترز"، إنه من المستبعد أن يلتقي الجانبان مباشرة في المشاورات، التي ستُجرى بقلعة أُعيد ترميمها خارج ستوكهولم، وإن غريفيث سيقوم هو وفريقه بجولات مكّوكية بينهما في المشاورات، التي ستكون الأولى منذ 2016.

وقال عبد الله العليمي، أحد ممثلي الحكومة المعترف بها دولياً، بحسابه على "تويتر"، قبل أن يغادر فريقه من العاصمة السعودية، إن المحادثات تمثّل "فرصة حقيقية للسلام".

وقال محمد عبدي، مدير مكتب اليمن لدى المجلس النرويجي للاجئين، في بيان له: "إذا مضت المشاورات بشكل إيجابي فسوف نشهد أثراً فورياً على الناس باليمن"، موضحاً أنه "سيقل عدد من يضربهم العنف ومن يفرّون منه، وسيقلّ عدد من يُدفعون صوب أقسى سبل العيش".

لكنه في الوقت نفسه ذكر أنه "إذا أخفقت المشاورات أو تعثّرت فستتعثّر أيضاً آمال وقف انزلاق اليمن المطرد إلى أتون الجحيم".

كما اعتبر عبد العزيز جباري، عضو وفد الحكومة اليمنية المشارك في مشاورات السويد، أن جولة المشاورات هذه "قد تكون الأخيرة"، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول".

وتقود السعودية والإمارات تحالفاً، منذ عام 2015، ضد انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي أُطيح بها في عام 2014، كما يُنظر إلى الصراع باعتباره حرباً بالوكالة بين الرياض وطهران.

وصعَّد حلفاء السعودية والإمارات الغربيون من الضغوط عليهما، خاصة بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في أكتوبر الماضي، وذلك لإيجاد سبيل يُنهي الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، وأوصل ما يربو على 8 ملايين شخص إلى شفا المجاعة.

ومن المقرر أن يدرس مجلس الشيوخ الأمريكي، مساء اليوم الخميس، قراراً يُنهي دعم التحالف في الصراع.

وأوقفت الولايات المتحدة، الشهر الماضي، دعماً يتمثل في إعادة تزويد طائرات التحالف المقاتلة بالوقود، وهي الطائرات التي نفذت ضربات أُلقي عليها اللوم في قتل الآلاف من المدنيين.